الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل الاستهزاء بالشيطان، أو الدجال من الاستهزاء بآيات الله تعالى؟

السؤال

هل من استهزأ بالدجال، أو الشيطان، بحيث يقول -مثلًا- وهو يضحك: "سيرن (أي: الدجال) تحت بيتك على الإنترفن (الإنتركم) حتى يحصل عليك"، وما أشبه هذه العبارات، أو إذا قص قصة لا أظنها إلا خيالية، فيقول: شخص يأكل طعامًا حارًّا، ولم يقل: بسم الله عمدًا، ثم يشرب ماء فيقول: بسم الله، ولما سئل عن هذا قال: حتى يأكل الشيطان الحار، ولا يستطيع أن يشرب بعده ماء، ويضحك القوم، فهل هذا من الاستهزاء بآيات الله تعالى -بارك الله فيكم-؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فإن مجرد الاستهزاء بالشيطان، أو الدجال لا نعلم دليلًا على منعه لذاته، بل إن تحقير الشيطان، وإغاظته مطلب شرعي، فنحن نقول في الاستعاذة: "أعوذ بالله من الشيطان الرجيم"، والرجيم بمعنى: المبعد، والمطرود من رحمة الله، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: إذا قرأ ابن آدم السجدة فسجد، اعتزل الشيطان يبكي، يقول: يا ويله- وفي رواية: يا ويلي- أمر ابن آدم بالسجود فسجد، فله الجنة، وأمرت بالسجود فأبيت، فليّ النار. رواه مسلم. وقال عليه الصلاة والسلام: إذا نودي بالأذان أدبر الشيطان له ضراط؛ حتى لا يسمع الأذان ... الحديث. متفق عليه.

فإن كان القصد بما ذكر الاستهزاء بالشيطان، أو الدجال، فلا حرج فيه -إن شاء الله-.

وأما إن كان القصد الاستهزاء، والسخرية مما ورد في الأحاديث الصحيحة بشأن الشيطان، أو الدجال: فذلك داخل في الاستهزاء بآيات الله، وراجع الفتوى رقم: 174819، والفتوى رقم: 305752، والفتوى رقم: 56560.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني