الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

دعوة الرجال للنساء جائزة.. ولكن..

السؤال

هل يجوز لي أن أكون داعيه بين زميلاتي الإناث في الكلية إلى جانب زملائي وذلك بسبب استجابتهن لي وكذلك عدم وجود إناث داعيات بينهن؟ مع العلم بأنني بدأت وأريد أن أعرف هل أستمر أم أنقطع؟ ولكم جزيل الشكر.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فالدعوة إلى الله تعالى واجبة على الرجال والنساء لعموم النصوص العامة الآمرة بها، كقوله عز وجل: كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ [آل عمران:110] وغيرها من الآيات.
كما دلت سيرة النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه الكرام على جواز دعوة الرجال للنساء، والنساء للرجال، وقد اتضح ذلك في طلب العلم عن أمنا عائشة رضي الله عنها، من كثير من الرجال، كما أخذ العلم كثير من النساء من الرجال، وكان هذا في القرون الفاضلة، لكن بالسبر والتتبع لأحوال المسلمين في زماننا هذا وجدنا أن الرجل إذا انهمك في دعوة النساء، أو أقبل عليها لا يرجع سالماً أبداً، بل لا بد أن يصيبه من غبار الفتنة ما يصيبه، بل قد يغرق فيها، وكذلك قل في دعوة النساء للرجال، ولذلك فإننا نقول للأخ السائل إن وجد من يقوم عنك بواجب دعوة النساء كأحد محارمهن أو امرأة أو كنت أنت تدعوهن بواسطة زوجتك أو إحدى محارمك كان ذلك خيراً لك، وأنفع لدينك، ولأن تنفع نفسك وحدها خير لك من أن تنفع غيرك وتتضرر، فإن لم تجد أحداً من محارمك يقوم بهذا الدور، فلا تُقبل على دعوة النساء إلا إذا رأيت من نفسك وثوقاً من عدم الفتنة، مع الأخذ بأسباب الحيطة والحذر، فلا تخلونّ بامرأة ولا تنظرنّ إليها ولا تُطل الحديث معها، ولتكن معهن كالماشي على أرض مليئة بالشوك، حذراً من الفتنة والمعصية، وراجع الفتاوى ذات الأرقام التالية: 5271، 6163، 3054.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني