الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا ينفك العبد في احتياجه لله في كل أموره

السؤال

والدي توفي منذ 8 أيام وأنا أحبه كثيرا وهو يحبني كثيرا، لم أحزن عليه إلا ثلاثة أيام وبعدها أضحك وأعيش يومي طبيعيا، إذا صحوت من النوم أتذكره وأحزن عليه وأفكر فيه لمدة ساعة بعدها أرتاح وأدعو له وكل يوم على هذه الحالة.
وأنا أكبر أولاده عمري 16 وأعمامي كثير الحمد لله وواقفون معنا، لكن أنا أتضايق أني أتحمل المسؤولية، وأكره المدرسة من قبل وفاة والدي وبعد وفاته، زاد كرهي للمدرسة لأنها تذكرني به، وأنا أحس أن حياتي تلخبطت ووالدي توفي وعمره 48 سنة.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فنسأل الله أن يرحم والدك، وأن يسكنه الجنان، وأن يرزقكم الصبر والرضا.

وقد بينا بالفتوى رقم: 70258، ما يتعزى به من ابتلي بفقد عزيز لديه، فراجعها.
ووصيتنا لك ـ أخانا الكريم ـ أن تعلق قلبك بالله وحده وتتوكل عليه؛ فهو وحده المدبر الرازق، فإن مات الأب فالله هو الخليفة في الأهل، وكل أحد يحتاج إلى لطفه سواء في حياة الأب أو بعد موته؛ قال تعالى: اللَّهُ لَطِيفٌ بِعِبَادِهِ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْقَوِيُّ الْعَزِيزُ {الشورى:19}

أوصى الإمام ابن قدامة ـ رحمه الله ـ أحد أصحابه فقال: اعلم أن من هو في البحر على لوح ليس بأحوج إلى الله وإلى لطفه ممن هو في بيته بين أهله وماله، فإذا حققت هذا في قلبك فاعتمد على الله اعتمـاد الغريق الذي لا يعلم له سبب نجاة غير الله. انتهى.

فتوكل على الله يصلح لك شأنك كله.

وننبهك على أن المشروع في إظهار الحزن والبكاء على الميت ألّا يزيد على ثلاثة أيام؛ كما بينا بالفتوى رقم: 125844. وراجع للفائدة الفتوى رقم: 109039، وتوابعها.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني