الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف للمرء أن يقي نفسه من الشح؟

السؤال

قال تعالى: ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون ـ فكيف للمرء أن يقي نفسه من الشح؟ وشكرًا.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فالوقاية من شح النفس تكون بالسعي في امتثال أوامر الله، واجتناب نواهيه، وكثرة دعائه، ثم بالإنفاق في سبيله سبحانه وتعالى، جاء في كتاب البيان والتحصيل لابن رشد المالكي: جماع الخير كله في بذل المال في ذات الله تعالى، وإتعاب الأنفس والجوارح في العبادات كلها.. لأن في تقصير العبد في شيء من ذلك إبقاء على نفسه، وترفيهًا له عنها، فإذا لم يشح بنفسه وجسمه في ذلك بلغ الغاية.. كما أنه إذا لم يشح بماله بذله لله في مرضاته.

وجاء في نداءات الرحمن لأبي بكر الجزائري: قال الله تعالى: وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ ـ أي: ومن يحفظه الله تعالى من شح نفسه فقد أفلح بالفوز بالجنة، والنجاة من النار، وفي هذا الخبر إشارة صريحة إلى أن وقاية النفس تطلب من الله تعالى ثم بالإنفاق في سبيل الله تعالى، فسؤال الله تعالى أن يقي العبد شح نفسه الذي فطرت عليه، ثم الإنفاق في سبيل الله بهما يحفظ العبد من شح النفس المهلك، وبهذا أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله: إياكم والظلم، فإن الظلم ظلمات يوم القيامة، واتقوا الشح، فإن الشح أهلك من كان قبلكم، حملهم على أن سفكوا دماءهم، واستحلوا محارمهم.

وكان عبد الرحمن ابن عوف ـ رضى الله عنه ـ إذا طاف بالبيت يدعو بقوله اللهم: قني شح نفسي ـ لا يزيد على ذلك. لأن شح النفس هو الذي يحمل على السرقة، والزنى، والكذب، والخيانة، وخلف الوعد، وإضاعة الأمانة.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني