الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

نكح امرأة كانت على علاقة محرمة وتمتنع منه وتعامله بسوء

السؤال

لقد تزوجت من امرأة عن طريق صديق صديقي حسبتها عفيفة وشريفة، لكن بعد الزواج تعاملني بسوء من سب وشتم وكذب وغير... حتى الجماع بالمزية ولا تداعبني ولا تسمح لي بمداعبتها ولا بتقبيلها، ظننت في بادئ الأمر أنها مسحورة أو بها مس من الجن، وبعد العام الثالث من الزواج اكتشفت بعض الرسائل الغرامية والصور ومن بينها صورة شبه عارية، أسفلها عار وأعلاها شبه عار، مع عشيقها داخل سيارة بضائع، وهي تعترف بالخطيئة ـ كما سمتها بكل ما وقع بيننا ـ لعشيقها الذي تخلى عنها، وعندما أخبرتها بذلك أنكرت وقالت إنه خطيبها ولم يقع شيء بينهما والعلافة دامت 08 أشهر فقط، وفي رسائلها تذكر عشيقها أنها دامت أكثر من 12 سنة، وهناك دلائل كثيرة على العلاقة المحرمة بينهما، المهم هو: ما حكم هذا الزواج الذي بني على الخيانة التي وقعت قبل الزواج؟ وهل أطلقها أم لا؟ علما أن زوجتي هذه عضو في موقعكم هذا وراسلتكم في موضوع العلاقة السابقة بدون أن تعطيكم الحقيقة والتفاصيل؛ إذ ذكرت حبها لصديقها إلى حد الجنون وأنه يرفض خطبتها بحجة عدم قبول عائلته الارتباط بها، وتعتبره تلاعبا، وقد نصحتموها بتركه والقبول بأي خاطب يكون ذا دين وأخلاق حسنة، كما حذرتموها من الوقوع في الحرام، وقد اكتشفت ذلك من خلال نسخ لأسئلتها وإجاباتكم عليها.
أفيدونا جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالزواج له شروط إذا توفرت فيه كان زواجا صحيحا، وسبق بيان هذه الشروط في الفتوى رقم: 1766، ومجرد ما كان من علاقة قبل الزواج فلا تأثير لها على صحته، هذا مع العلم بأن مثل هذه العلاقات العاطفية محرمة، وهي مدخل للشيطان لكثير من المفاسد، ومن ذلك أمر هذه الرسائل الغرامية والصور شبه العارية، إن ثبت ذلك عنها، وانظر الفتوى رقم: 30003.

ولا يلزمك أن تطلق زوجتك، والأولى أن تصبر عليها وتسعى في إصلاحها، وما ذكرت عنها من تعال عليك وعدم الطاعة في أمور الاستمتاع كاف في الدلالة على نشوزها، وعلاج الناشز سبق أن أوضحناه في الفتوى رقم: 26794، وراجع لمزيد الفائدة الفتوى رقم: 161663، والفتوى رقم: 138832.

وإن لم تجد معها خطوات الإصلاح هذه الجأ إلى تحكيم العقلاء من أهلك وأهلها، فإن لم يتم الإصلاح فانظر في أمر طلاقها، فطلاق المرأة سيئة الخلق مستحب إلا أن تعارض ذلك مصلحة راجحة، وراجع الفتوى رقم: 43627، والفتوى رقم: 8765.

وإذا أمسكتها عليك فاجتهد في تربيتها على الدين والخلق القويم بعقد حلقة تعليم في البيت وسماع محاضرات ومواعظ، فهذا من أفضل السبل للإصلاح وتهذيب النفس.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني