الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الإفرازات البيضاء علامة طهر

السؤال

أود أن أشكركم على هذا الموقع، وجهودكم الرائعة به، جعله الله -سبحانه وتعالى- في ميزان حسناتكم.
سؤالي: كانت مدة الحيض عندي 7 أو 8 أيام، وأحيانًا أقل، كانت تزيد معي إلى 9 أيام، ثم أتطهر منها، وكانت علامة الطهر عندي هي رؤية الإفرازات البيضاء (لأن الإفرازات عندي مستمرة).
ولكن في رمضان قبل الماضي انتظرت الإفرازات البيضاء حتى أتطهر، ولكن لم ينزل شيء، أو يكون شيئًا قليلًا لا أستطيع الحكم على لونه، حتى انقضت 10 أيام، فاغتسلت وأصبحت مستحاضة (وقد سألت دار الإفتاء المصرية على أخذ قول الأحناف بـ 10 أيام لأكثر الحيض، وقال الشيخ لي: لا مانع للتيسير)، ووضعت فوطة للتحفظ من الإفرازات حتى جاء الحيض الشهر الذى يليه، ولكن لاحظت في هذه المدة أن الإفرازات إذا كانت قليلة (تكون كمية قليلة مثل الكريم -عفوًا-) فإنها تكون بيضاء اللون، وإذا كانت بكمية كثيرة فإنها تكون غير بيضاء (تميل قليلًا نحو الأصفر أو الأخضر الفاتح)، ولا أستطيع أن أحدد هل هذا اللون غير الأبيض بسبب باقي دم الحيض أم بسبب مرض أم هذا لون إفرازاتي الطبيعية؟!
ثم جاءني الحيض الشهر التالي، وواجهت نفس المشكلة أني انتظرت الطهر، فأرى القليل الأبيض، فأغتسل، ثم أرى الكثير ذا اللون غير الأبيض(والذي لا أعرف ما سببه كما سبق وذكرت).
فأصبحت طوال العامين الماضيين أنتظر 10 أيام، وأغتسل، وأكون مستحاضة، وأتحفظ بفوطة بيضاء، وعند ما تنزل الإفرازات عليها تكون باللون الأبيض أو الأصفر الفاتح. فماذا أفعل؛ هل اذا رأيت الأبيض سواء كان قليلًا أم كثيرًا أتطهر ولا ألتفت لأي شيء بعده أم ماذا؟ وهل إذا رأيت الأبيض في اليوم الـ 8 مثلًا أغتسل أم أنتظر يومًا آخر لأن المدة أحيانًا تكون 9 أيام؟
وسؤال آخر هام لي جدًّا: أنا عندي وسواس قهري؛ فعند ما أنتظر الإفرازات البيضاء لأتطهر أظل أنظر إليها كثيرًا؛ هل هذا أبيض أم لا؟! فهل في حالتي الوسواسية هذه لا بد من التأكد التام أن الإفرازات بيضاء اللون مثل لون إفرازاتي في الأيام العادية أم يكفي أن يغلب على ظني أنه أبيض وليس اليقين التام (لأني أخاف وأنتظر يومًا أو يومين لأتأكد من بياض اللون)؟
وجزاكم الله خيرًا.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالمرأة تعرف الطهر بإحدى علامتين: إما الجفوف؛ وضابطه: أن تدخل القطنة الموضع فتخرج نقية ليس عليها أثر من دم أو صفرة أو كدرة، ولا عبرة بالرطوبات البيضاء؛ لأن الفرج لا يخلو منها غالبًا، وإما القصة البيضاء؛ وهي: شيء يعرف به النساء انقضاء الحيض، وانظري الفتوى رقم: 118817.

فإذا علمت هذا؛ فإنك إذا رأيت هذه الإفرازات البيضاء فقد طهرت ووجب عليك أن تغتسلي وتصلي، ثم إذا رأيت بعدها صفرة أو كدرة فلا تعتبر حيضًا؛ لأن الصفرة والكدرة في غير مدة العادة لا تعد حيضًا ما لم تتصل بالدم، وانظري الفتوى رقم: 134502.

ولا تبالي بالوساوس ولا تلتفتي إليها، بل متى رأيت ما تعرفين كونه إفرازات بيضاء فبادري بالغسل ولا تسترسلي مع الشكوك والوساوس، وواضح من سؤالك أنك ترين هذه الإفرازات البيضاء في اليوم الثامن أو نحوه، وبه تنتهي مدة حيضك ولا يكون ما عدا ذلك حيضًا، ثم إن أكثر مدة الحيض على المفتى به عندنا هي خمسة عشر يومًا، وراجعي لبيان ضابط زمن الحيض الفتوى رقم: 118286.

وإذا استفتى العاميّ من يثق بعلمه وورعه فلا حرج عليه في العمل بفتواه.

ولبيان كيفية علاج الوساوس انظري الفتوى رقم: 51601.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني