الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

البديل المشروع حال التخلف عن جماعة المسجد للخوف وغيره

السؤال

أهتم بالالتزام بالدين وأحاول أن أميز الحلال من الحرام قدر الإمكان بطلب الفتوى وقراءة فتاوى العلماء وأتتبع الرخص عند حاجتي وأوجه سؤالي لكم لثقتي بكم وحبي لكم في الله، فلا أعلم أي القولين أتبع: من أن صلاة الجماعة واجبة أم سنة، ولو كان بإمكاني لصليت كل صلواتي في المسجد، لكن أهلي لن يسمحوا لي بالذهاب إلى المسجد لأداء بعض الصلوات كالصبح والعشاء لخوفهم علي ممن يهيمون في الليل ممن قد يؤذونني أو يخطفوني، لذلك حاولت أن أقرأ أدلة الفريقين قدر الإمكان... لكن المسألة حساسة، فهل يجوز لي الأخذ برخصة أن صلاة الجماعة سنة أم لا؟ وهل الجماعة واجبة علي إن كان أهلي لا يسمحون لي بالخروج ليلا إلى المسجد؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالخلاف في وجوب صلاة الجماعة خلاف سائغ قديم، والمفتى به عندنا هو وجوبها، وانظر الفتوى رقم: 305068.

ثم اعلم أن أكثر الموجبين للجماعة لا يوجبونها في المسجد، ومن ثم فلو أديت الجماعة في البيت مع بعض أهلك كنت فاعلا للواجب، وانظر الفتوى رقم: 128394.

كما أن خوفك على نفسك من أذى يلحق بك إذا خرجت لصلاة الجماعة عذر يبيح لك التخلف عنها، وانظر الفتوى رقم: 142417.

وإذا علمت ما قدمناه، فإن كنت تخشى على نفسك ضررا لو خرجت للجماعة، فيسعك أن تصلي في بيتك، ولو صليت جماعة مع بعض أهلك كنت مؤديا للواجب، ولو لم يكن في خروجك للمسجد خطر حقيقي عليك، فاحرص على إتيان المسجد ما أمكن، فإن منعك أهلك من شهود الجماعة في المسجد، فإن أمكنك أن تصلي في البيت جماعة، فلا إثم عليك في التخلف عن جماعة المسجد، وإن لم يمكنك ذلك، فلا تطعهم في ترك الجماعة في المسجد إلا أن يكرهوك على تركها فتكون معذورا، ولو قلدت من يرى أن صلاة الجماعة مستحبة لا واجبة، فأنت وذاك، وانظر لبيان ما يفعله العامي عند اختلاف العلماء فتوانا رقم: 169801.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني