الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل استمناء الرجل المتزوج كفر؟

السؤال

هل استمناء الرجل المتزوج كفر ـ والعياذ بالله- فقد قرأت في فتوى أن الرجل المتزوج إذا استمنى فقد بدّل نعمة الله كفرًا؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فالاستمناء محرم من المتزوج، وغيره، كما بينا في الفتوى رقم: 7170.

وليس معنى كونه محرمًا أن يكون كفرًا مخرجًا من الملة، وليس الاستمناء من الكفر، وانظر الفتوى رقم: 124260.

والاستمناء في حق المتزوج أقبح، فإن الله إذا أنعم على عبد بالزواج، فالواجب أن يشكر هذه النعمة بغض بصره، وتحصين فرجه، وفي الحديث الذي رواه مسلم عن أبي هريرة...: قال: فيلقى العبد فيقول: أي فل: ألم أكرمك، وأسودك، وأزوجك، وأسخر لك الخيل، والإبل، وأذرك ترأس، وتربع؟ فيقول: بلى، قال: أفظننت أنك ملاقي؟ فيقول: لا، فيقول: فإني قد أنساك كما نسيتني...

فإذا لم يشكر العبد النعمة، ولم يحفظ فرجه، وتعدى المباح إلى الاستمناء، فقد كفر هذه النعمة، ولم يشكرها على التمام، وكفر النعمة يختلف عن الكفر المخرج من الملة، وانظر في كفر النعمة والفرق بينه وبين الكفر الأكبر الفتويين رقم: 178149، ورقم: 126121.

وأما قول الله تعالى: أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللَّهِ كُفْرًا {إبراهيم:28} فقد ورد تفسيرها كما يلى: ألم تنظر أيها المخاطب ـ والمراد العموم ـ إلى حال المكذبين من كفار قريش الذين استبدلوا الكفر بالله بدلًا عن شكره على نعمة الأمن بالحرم، وبعثة النبي محمد صلى الله عليه وسلم فيهم؟ وقد أنزلوا أتباعهم دار الهلاك حين تسببوا بإخراجهم إلى بدر، فقتلوا، وصار مصيرهم دار البوار، وهي جهنم... انتهى من التفسير الميسر.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني