الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل يوجد في زماننا من ينافس عباد السلف من حيث أعمال القلوب والعبادات؟

السؤال

هل يوجد في زماننا من ينافس عباد السلف من حيث أعمال القلوب والعبادات البدنية؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فأما أكابر السابقين، فلا مطمع لمن بعدهم في اللحاق بهم، وأما من سواهم: فالقرون المتقدمة أفضل في الجملة، وقد يجيء من المتأخرين من يقاربهم، قال شيخ الإسلام، كما في مجموع فتاواه: لكن لا يتصور أن بعض المتأخرين يعمل مثل عمل بعض أكابر السابقين، كأبي بكر، وعمر، فإنه ما بقي يبعث نبي مثل محمد يعمل معه مثلما عملوا مع محمد صلى الله عليه وسلم، وأما قوله: أمتي كالغيث لا يدرى أوله خير أم آخره ـ مع أن فيه لينا، فمعناه: في المتأخرين من يشبه المتقدمين ويقاربهم حتى يبقى لقوة المشابهة، والمقارنة لا يدري الذي ينظر إليه أهذا خير أم هذا؟ وإن كان أحدهما في نفس الأمر خيرًا، فهذا فيه بشرى للمتأخرين بأن فيهم من يقارب السابقين، كما جاء في الحديث الآخر: خير أمتي أولها، وآخرها، وبين ذلك ثبج، أو عوج، وددت أني رأيت إخواني، قالوا: أولسنا إخوانك؟ قال: أنتم أصحابي ـ هو تفضيل للصحابة، فإن لهم خصوصية الصحبة التي هي أكمل من مجرد الإخوة. انتهى.

ويمكنك مطالعة ما كتب في تراجم بعض المعاصرين ككتاب: علماء ومفكرون عرفتهم للمجدوب، والمعجم الجامع في تراجم العلماء وطلبة العلم المعاصرين، وهو موجود على المكتبة الشاملة، والمطلوب في هذا الباب أن يطلع العبد على ما يعينه على الاقتداء، ولزوم الطريق -نسأل الله أن يعيننا على إصلاح القلب، والجد في العبادة-.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني