الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

النصح بالصلح، والكف عن التقاطع والتدابر

السؤال

في المدرسة حصلت مشكلة معي أنا وأصدقائي ضد أشخاص آخرين، وأنا الآن اعتذرت لهم جميعًا، وأردت إخبار أصدقائي بذلك، ولكن خفت أن يقطعوا العلاقة معي، فماذا أفعل؟ هل أخبرهم أني استسمحت واعتذرت منهم، وأطلب منهم فعل نفس الشيء أم أسكت عن الأمر وينتهي هكذا دون علمهم؟ وهل يلحقني إثم حول ما حصل وأنهم تشاجروا معهم ... إلخ، وأني لم أخبرهم أن يستسمحوا منهم؟ أم ليس عليّ شيء -بإذن الله-؟ لأني أخاف أن يقطعوا العلاقة معي.
وجزاكم الله خيرًا.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فنسأل الله أن يوفقك، واعلم أنه يشرع لك أن تنصح أصدقاءك بالاعتذار إن كانوا مخطئين، والعفو والصفح عن زملائهم إن كان زملاؤهم هم المخطئين، واستشعر في ذلك ندب الشرع إلى الإصلاح بين الناس، وقد ذكرنا شيئًا من فضائل الإصلاح في الفتوى رقم: 102112، وتوابعها.

وإن كان ثم َّمصلحة في إخبارك أصدقاءك بما فعتله فأخبرهم، وأما عدم إخبارهم بصنيعك فلا إثم فيه، لكن تبقى قضية نصحهم بالصلح، والكف عن التقاطع والتدابر، هذا هو الذي أنت مأمور به شرعًا، والأصل أن النصح للمسلمين من فروض الكفايات؛ لقول النبي -عليه الصلاة والسلام-: «الدين النصيحة، قيل: لمن يا رسول الله؟ قال: "لله، ولكتابه، ولرسوله، ولأئمة المسلمين، وعامتهم». أخرجه مسلم في صحيحه. وقال جرير بن عبد الله البجلي -رضي الله عنه-: «بايعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على إقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، والنصح لكل مسلم». متفق عليه.

وانظر الفتوى رقم: 147147.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني