الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم التأخر عن زيارة الوالدين

السؤال

ما حكم عدم الذهاب إلى الوالدين نهاية الأسبوع؟ علمًا أني أدرس الطب في جدة، وأسكن في سكن الجامعة، وأذهب كل نهاية أسبوع (يوم الخميس بعد الدوام) إلى مكة عند أمي وأبي، ويوم الجمعة نزور بقية الأقارب، ولكن مؤخرًا أصبحت الصلوات تضيع في نهاية الأسبوع، وقد يكون السبب لأنني أنام في السكن يوم الخميس قبل الذهاب لهم في مكة لكي أستعد للرحلة، ومن ثم؛ لا أنام مبكرًا في الليل، وتضيع صلاتي الفجر، والظهر، ويتغير النظام، ولا أجد الوقت الكافي للمذاكرة، خصوصًا وقت الصباح.
وأيضًا هناك سبب آخر، وهو: أن والدتي تطلب مني أخذهم لخالتي، وأنا -ولله الحمد- أوافق دائمًا حتى مع وجود أخوين أكبر مني، ولكن عندما نذهب عند خالتي نسهر حتى وقت متأخر، ولا أستطيع المذاكرة بسبب الإزعاج من طفلهم، وعند رجوعنا لبيتنا في وقت متأخر من الليل أنام، وتضيع صلاتي الفجر، والظهر، وأحيانًا العصر، فهل يجوز لي أن أمكث في جدة، ولا أذهب لهم إلا وقت الإجازات الطويلة؟ علمًا أني إذا كنت في جدة أكون محافظًا على الصلوات، ويوجد وقت للمذاكرة، أم إن هذا يعتبر من العقوق؟ وما هو الأفضل عند الله؟ أفيدونا -جزاكم الله عنّا خيرًا-.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فإن كان والداك لا يتأذيان بتأخير زيارتك إلى الإجازة الطويلة، فليس هذا من العقوق لهما.

وأما إن كانا يتأذيان بذلك، فلا يجوز لك تأخير الزيارة، وعليك أن تنظم وقتك بحيث لا تضيع الصلاة في وقتها، ولا تضيع المذاكرة المطلوبة منك، وراجع الفتوى رقم: 76303.

واجتهد في أن تجمع بين برّ الوالدين ومداومة زيارتهما، وإدخال السرور عليهما، وبين المحافظة على الواجبات، وحفظ الأوقات، ومن استعان بالله، وتوكل عليه أعانه، وكفاه.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني