الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الأصابع صفة ثابتة لله تعالى دلت عليها النصوص، وأثبتها أئمة السلف

السؤال

حديث: "قلوب العباد بين أصبعين من أصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء" وفي رواية: "من يشأ يضلله، ومن يشأ يهديه".
وأسأل عن أمرين:
1- هل نؤوّل صفة الأصابع، أم إنها كناية عن قدرة الله، أم ماذا؟
2- ارتباط ذلك بالجبر، والاختيار، والمشيئة، والقدر. فضلًا أوضحوا ذلك، وشكرًا.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فالأصابع صفة ثابتة لله -تبارك وتعالى-، دلت عليها النصوص، وأثبتها أئمة السلف، ولم يتأولوها بما يخالف ظاهرها؛ قال الشيخ علوي السقاف في كتابه: صفات الله -عز وجل- الواردة في الكتاب والسنة في ذكر أدلة الأَصَابِع:

1- حديث عبد الله بن عمرو بن العاص -رضي الله عنهما-؛ أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (إن قلوب بني آدم كلها بين إصبعين من أصابع الرحمن ... ). رواه مسلم (2654).

2- حديث عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه-؛ قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم من أهل الكتاب، فقال: يا أبا القاسم! إن الله يمسك السماوات على إصبع، والأرضين على إصبع ... إلى أن قال: فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم ضحك حتى بدت نواجذه، ثم قرأ: {وَمَا قَدَرُوا اللهَ حَقَّ قَدْرِهِ}. رواه البخاري (7415)، ومسلم (2786).

قال إمام الأئمة أبو بكر بن خزيمة في كتاب (التوحيد) (1/187): (باب إثبات الأصابع لله -عَزَّ وجَلَّ-)، وذكر بأسانيده ما يثبت ذلك.

وقال أبو بكر الآجري في (الشريعة) (ص 316):((باب الإيمان بأن قلوب الخلائق بين إصبعين من أصابع الرب -عَزَّ وجَلَّ-، بلا كيف). انتهى.

ونقل أيضًا كلامًا للبغوي ولابن قتيبة؛ فراجعه إن شئت. وممن أثبت هذه الصفة من المتقدمين: الدارمي في الرد على المريسي، والبربهاري في شرح السنة، وابن منده في الرد على الجهمية، وغيرهم.

وأما ما يختص بالجبر والقدر: فنرجو إرساله في سؤال مستقل حتى يتسنى لنا إجابته، ويمكنك الاستفادة من الفتويين: 99120، 67357، وتوابعهما.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني