الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السؤال

أنا شاب لم أتجاوز الـ 21 من عمري، أدرس في كلية الطب، وقد أصابني ابتلاء عظيم من الله؛ كنت في يوم من الأيام مع صديق لي أحبه كثيرًا، وكنا نتعاون معًا على فعل الخير، والصلاة، والصدقة، وغيرها، وكنا نقوم بإعداد الطعام لتوزيعه على الفقراء، وكان دائمًا ما يعينني على الخير، ولكن كانت آفته أنه للأسف "شاذ"، وقد تم دفعه إلى هذا الطريق بعد إصابته بكآبة في وقت صعب، وذهابه إلى طبيب نفسي للعلاج الذي قام بدوره بدفعه لهذا الطريق -حسبنا الله ونعم الوكيل-.
وظل هو صديقي قرابة العامين، وأنا لا أعرف ذلك، ولكن خلال هذه الفترة وجدته في مرة قد اقترب مني، وبدأ بملامستي حتى ثارت شهوتي، ثم بدأنا نمارس معًا؛ لأنني قد ضعفت، فأنا شاب تملؤني الشهوة كحال باقي الشباب، ولا أعطي لنفسي العذر في ذلك، وتكرر الأمر كثيرًا، وحاولنا إيقاف الأمر كثيرًا، وتعاهدنا على الخير، ولكن النفس الأمارة بالسوء دفعتنا لذلك كثيرًا.
وحتى علمت أنه شاذ فعليًّا، وأنه مارس مع غيري، فأفقت -والحمد لله- قبل أن أصل لحاله، وأحمد الله أنه أراني حقارة الشذوذ قبل أن أنغمس فيه.
وسؤالي هنا: نظرًا لأنني عندما استمتعت جنسيًّا لأول مرة قد استمتعت بصديق مثلي، فقد ثبت عندي هذا الاعتقاد في نفسي، وأصبحت أميل إلى نفس جنسي كثيرًا، ومن ثم أصابني عفن الشذوذ، وأنا محبط جدًّا لذلك، جربت كثيرًا من الحلول الطبية، والدينية، ولم يفلح الأمر كثيرًا، وفي وجهة نظري أن هذا الأمر بداخلي، وانجذابي لمثل جنسي لن يتوقف حتى أستمتع بالجنس الآخر ليتخلى ذهني عن مثل جنسي، ومن ثم يسهل عليّ معالجة الأمر.
وهنا أسأل: هل لي أن أتزوج أنثى ليوم واحد -زواجًا عرفيًّا- وأعاشرها، وأستمتع بها كي ينضبط جهازي العصبي، والنفسي على هذا، وأتحول إلى هذا الجنس، وأتخلص من الشذوذ، ثم أطلقها ثلاثًا؟ هل يجوز لي ذلك؟ وخصوصًا أني أدرس في كلية الطب، والتي تتميز بطول مدة الدراسة، وأني لن أتزوج قبل 10 سنوات على الأقل، وخلال هذه الفترة لن أتحمل هذا العبء القاتل، ودخولي في حالة نفسية مزرية لمحاولتي التخلص من هذا، وهل هذا الزواج العرفي يخرجني من دائرة الزنا أم لا؟
أخيرًا -شيخنا الكريم-: أقسم لك أنه ما دفعني نحو هذا غير غيرتي على ديني، ومحاولتي التوبة.
وبالمناسبة أنا لم أمارس منذ زمن بعيد (قرابة 6 شهور) منذ رأيت صاحبي، وعرفت حالته، ولكن –للأسف- لم تنطفئ الشهوة بداخلي، وتراودني نفسي كثيرًا، وهذا يؤلمني، ويؤثر على اجتماعيتي كثيرًا، ولكن العلاج بالنسبة لي يكمن في الاستمتاع بالجنس الآخر.
شكرًا شيخنا الفاضل، وآسف على الإطالة.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فنسأل الله تعالى لنا، وللمسلمين العفو، والعافية، فقد كان الأجدر بالسائل أن يحمله علمه بفحش ما صنع، وسوء عاقبته، وندمه على اقتراف ما يغضب الله تعالى، ويفسد عليه دنياه، وآخرته -على الحزم، والصرامة في معاملة نفسه، وقطعها عن أسباب الفتنة، وذرائع الشهوة المحرمة، فإذا به يبحث عن حل هو في ذاته مشكلة، وعن دواء هو في نفسه مرض!

فما يعرف بالزواج العرفي ما هو إلا زنا مقنع، طالما لم يجتمع له شروط الصحة، والتي من جملتها: ولي الزوجة، وراجع في ذلك الفتوى رقم: 162131.

ثم على افتراض أن ذلك سيكون حلًّا لمسألة الشذوذ؛ فكيف ستصنع بفاحشة الزنا إذا تعلق قلبك بالإناث بدل الذكور، وانضبط على ذلك جهازك العصبي، والنفسي، على حد قولك! فكيف ستعالج حب الفاحشة، والرغبة في الزنا؟!

والصواب: أن العلاج إنما يكون بوضوح فكرة فحش هذه الأفعال، وأن الشهوة لا سبيل شرعيًّا لها إلا بالزواج الصحيح المكتمل الأركان، وإلا فالصبر، والدعاء، والصوم، والذكر، والاجتهاد في العبادة، والبعد عن أسباب الفتنة، كما هو حال كافة الشباب الصالحين.

ولذلك فإنا نوصيك بالحزم مع هذه النفس الأمارة بالسوء، وإشغالها بما ينفعها، والبعد بها عن مواطن الرِّيَب، وأسباب الفتَن. ولمزيد الفائدة يمكنك مراسلة قسم الاستشارات في موقعنا، وراجع للفائدة الاستشارات التالية:

http://consult.islamweb.net/consult/2156647%A1+&x=22&y=12

http://consult.islamweb.net/consult/248204%A1+&x=13&y=8

http://consult.islamweb.net/consult/2221074&x=27&y=10

وراجع كذلك الفتويين: 59332، 122027.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني