الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا يجوز العمل في كل ما فيه نوع إعانة على المعاملات الربوية

السؤال

كنت قد قدمت لوظيفة في بنك، وسألت؛ فعلمت أن العمل في قسم الائتمان محرم، وفي باقي الأقسام يجوز، وعندما قدمت اختاروني في قسم الائتمان، مع العلم أنه يجوز أن تتغير الوظيفة، ولكن بعد سنة، فهل يجوز أن أعمل هذه السنة في قسم الائتمان، وبعد سنة أنتقل لإدارة أخرى، مع العلم أنه في حال رفضي، سأفقد العمل في البنك نهائيًا، لرفضي للوظيفة؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فإن كان البنك المذكور ربويًّا، فلا يقتصر تحريم العمل فيه على مجال الائتمان، وإنما يشمل كل ما فيه نوع إعانة على المعاملات الربوية بأي وجه من الوجوه؛ لعموم قوله تعالى: وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ {المائدة:2}، وانظر الفتاوى: 124723، 51642، 157891.

وحيث كان عملك في البنك محرما، فعليك المبادرة بتركه، ولو أدى ذلك إلى إنهاء عملك فيه نهائيًّا، ولا يجوز لك الاستمرار فيه، ولو لتلك السنة فقط، اللهم إلا لضرورة محققة تبيح ذلك، فحينئذ يجوز لك البقاء في البنك، مع وجوب البحث الجاد عن عمل آخر مباح، وانظر الفتوى رقم: 225775 وإحالاتها.

وتذكر أن من ترك شيئًا لله، عوضه الله خيرًا منه، وقد قال تعالى: وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ [الطلاق:2-3].

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني