الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم استخدام الواسطة للإعفاء من الرسوم الدراسية

السؤال

هناك مدرسة أريد أن أدخلها، ولكنهم قالوا لي: إن التسجيل سيبدأ من بداية الشهر، فانتظرت بداية الشهر، وذهبت للتسجيل، وإذا بهم يقولون: إن المدرسة قد امتلأت، ولا يوجد مكان، وكل هذا بسبب الواسطة، وبالصدفة وجدت أنهم قد أدخلوا بعض الطلاب أيضًا بالواسطة، والمدرسة تشترط للدخول أن يدفع الطالب 500 جنيه تبرعًا، وأصحاب الواسطة معفيون من ذلك، و500 جنيه هذه سوف تكلف والدي الكثير، خصوصًا مع الديون، فهل يجوز أن أدخل بواسطة أي شخص أم إن هذا يعد حرامًا؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فالظاهر أنك تسأل عن حكم استخدام الواسطة، للحصول على الإعفاء من الرسوم الدراسية التي تفرضها المدرسة؟

والجواب: أن استخدام الواسطة للاستفادة من الإعفاء المذكور، يُرجع فيه إلى قوانين المدرسة نفسها، ونظامها المتبع.

فإن كانت قوانينها، ونُظمها لا تُلزم الجميع بدفع الرسوم المذكورة، أو كانت لها في ذلك اعتبارات معينة، وكنت داخلًا فيها بوجه من الوجوه، فالواسطة من هذا الباب لا حرج في قبولها، وهي داخلة في مفهوم الشفاعة المحمودة، وانظر الفتوى رقم: 74191، والفتوى رقم: 142719.

أما إن كنت ملزمًا بدفع الرسوم، ولست مستحقًّا للإعفاء منها بأي وجه، فإن استخدام الواسطة لإبطال هذا الحق، لا يجوز، كما بينا في الفتوى رقم: 21813، وانظر أيضًا الفتوى رقم: 54165، ورقم: 149327.

وهذا كله على فرض أن المدرسة المعنية حكومية، أما لو كانت مدرسة خاصة، فالأمر أيسر؛ لأن الحق لأصحابها، يعفون من فيها من شاؤوا؛ ومن ثم؛ فلا حرج في استخدام الواسطة للحصول على الإعفاء منهم، وراجع الفتويين: 97529 - 247057.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني