الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم ابتلاع المصلي والصائم للريق والمخاط

السؤال

هل بلع الريق الخارج من الفم أثناء الصلاة، يبطل الصلاة مثل الصيام؟
وهل بلع المخاط أثناء الصلاة، لا يبطل الصلاة مثل الصيام (كما هو الحكم عند الحنفية)
أرجو إجابتي، كي أستطيع أن أصلي براحة، واطمئنان.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فابتلاع الريق لا يبطل الصلاة، ولا الصيام؛ لأنه يشق التحرز منه.

قال الإمام النووي في المجموع: ابْتِلَاعُ الرِّيقِ لَا يُفْطِرُ بِالْإِجْمَاعِ إذَا كَانَ عَلَى الْعَادَةِ؛ لِأَنَّهُ يَعْسُرُ الِاحْتِرَازُ مِنْهُ. اهـ.

وقال ابن قدامة في المغني: وَمَا لَا يُمْكِنُ التَّحَرُّزُ مِنْهُ، كَابْتِلَاعِ الرِّيقِ لَا يُفَطِّرُهُ، لِأَنَّ اتِّقَاءَ ذَلِكَ يَشُقُّ، فَأَشْبَهَ غُبَارَ الطَّرِيقِ، وَغَرْبَلَةَ الدَّقِيقِ. اهـ.

وأما بلع المخاط: فإن كان عمدا بعد إمكان طرحه، فإنه مبطل للصلاة، والصيام.

جاء في مواهب الجليل للحطاب المالكي: مَن ابْتَلَعَ نُخَامَةً فِي الصَّلَاةِ، وَهُوَ قَادِرٌ عَلَى طَرْحِهَا؛ بَطَلَتْ صَلَاتُهُ، وَصَوْمُهُ إنْ كَانَ صَائِمًا. اهـ.

وإذا لم يكن عمدا، أو لم يمكنه طرحه، فإنه لا يبطل صلاته، ولا صيامه، وانظر الفتوى رقم: 24697، والفتوى رقم: 140053.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني