الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

العجب بالعمل ومجاهدته

السؤال

هل كراهة العجب بالعمل بعد الشعور به، ونفيه عن النفس لا يحبط العمل؛ لأنني كثيرًا ما أعجب بعملي، وعندي إدراك ذلك، وأحاول مجاهدة نفسي، وتذكر فضل الله عليّ، وأخاف أن يحبط عملي؟ وجزاكم الله خيرًا.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فأما ما يقع في القلب من الخواطر فيبادر الإنسان بدفعه عن نفسه، ونفيه عن قلبه، فلا يؤثر على العمل، ولا يكون محبطًا له؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: إن الله تجاوز لأمتي عما حدثت به أنفسها. متفق عليه.

فما دمت تبادرين بدفع هذا الخاطر عن نفسك، فلا يضرك وروده على قلبك، وخوفك من حبوط عملك علامة خير، فإن المؤمن لا يزال خائفًا على نفسه محبطات الأعمال، قال ابن أبي مليكة: أدركت ثلاثين من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم كلهم يخاف على نفسه النفاق. ذكره البخاري.

فالمؤمن يسيء الظن بنفسه، ويحسن الظن بربه، ويعلم أنه لا ينجيه إلا فضل ربه، ورحمته، ويعلم أن عمله منة من الله عليه، فهو الذي منّ بالتوفيق له أولًا، وهو المرجو أن يمن بقبوله آخرًا، فالفضل كله له، والمنة كلها له سبحانه وبحمده، كما قال تعالى: بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلْإِيمَانِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ {الحجرات:17}.

فعليك أن تكوني راجية خائفة، راجية لفضل ربك، خائفة من حبوط عملك، محسنة للظن بربك، مسيئة للظن بنفسك، فإذا فعلت هذا فأنت ـ إن شاء الله ـ على سبيل نجاة، وانظري لبيان كيفية علاج داء العجب الفتاوى التالية أرقامها: 288874، 231622، 177257.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني