الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

عمل كلمة مرور لجهاز شخص يدخل المواقع الإباحية

السؤال

عمي يبلغ 60 عامًا، وقد حج بيت الله الحرام، ويحافظ على الصلاة، وغالبًا يصلي في المسجد، لكنه يدخل إلى المواقع الإباحية، ومن ثم تظهر صور تلك المواقع عندما يتم فتح المتصفح، أو أسماء البحث عند الضغط على مربع بحث جوجل، ويعلم أن لي خبرة بعلوم الحاسب، فيلجأ إليّ كي أمسح تلك الصفحات المسجلة، وكلمات البحث، ويتظاهر أنه لا علاقة له بتلك المواقع، وأنها تدخل عليه فجأة، ففي المرة الأولى مسحت الصفحات التي تم الدخول عليها مسبقًا كي لا تظهر ثانية، فلما تكرر طلبه لي بمسح تلك الصفحات اقترحت عليه أن أعمل للجهاز كلمة مرور ما دام لا يريد أن يستخدم أحد غيره الجهاز، وذلك حفاظًا على بناته في البيت، ولأن الموضوع متكرر، وبعدما فكرت فيما فعلت غضبت من نفسي؛ لأنني قد أشجعه أكثر على ذلك الفعل، لكنني لم أجد حلًّا سوى ذلك الحل، فهل أنا مذنب بذلك الفعل؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فالأصل إحسان الظن بالمسلم، فلا يجوز اتهام عمك بما ذكرت من غير بينة، وقد تظهر بعض الصور من غير قصد، أو يكون البلاء من غير.

وأما بخصوص ما اقترحته عليه، فلا نرى به بأسًا، وقد يكون فيه صيانة لبناته عن الاطلاع على هذه الصفحات، ولو بصورة عفوية غير مقصودة.

وإذا غلب على ظنك أنه المبتلى بذلك، فيمكن أن تهدي إليه كتابًا، أو محاضرة فيه الحث على مراقبة الله، والخوف منه، أو تترك له رسالة في غض البصر، دون أن يشعر أنك الذي وضعتها، مع محاولة شغله عن هذه المواقع بتوفير بعض المواقع المباحة المسلية، وبعض المواقع الدينية النافعة، ولا تغفل عن الدعاء له بالهداية، والصلاح.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني