الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

مَن حرك لسانه وشفتيه بحرام ولم يسمع نفسه

السؤال

هل يحاسب الإنسان على الكلام حين يسعمه فقط، أم يؤاخذ بحركة اللسان والشفاه؟ مثال: إذا سببت شخصًا مثلًا بحركة لساني، أو شفتي مثلًا بدون صوت، فهل عليّ ذنب كمن سبَّ بصوت؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فالإنسان لا يحاسب على ما يدور في نفسه؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: إن الله تجاوز عن أمتي ما حدثت به أنفسها، ما لم تعمل، أو تتكلم. متفق عليه.

أما ما نطق به لسانه، وتحركت به شفتاه، فهو مؤاخذ به، ولو كان ذلك بدون صوت؛ فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: وهل يكب الناس في النار على وجوههم، أو قال على مناخرهم إلا حصائد ألسنتهم. رواه الترمذي، وصححه الشيخ الألباني.

والكلام المعتبر شرعًا يطلق على ما تحرك به اللسان، والشفتان، ولا يشترط فيه إسماع الصوت على الصحيح؛ لأن ذلك أمر زائد على النطق، جاء في الشرح الممتع على زاد المستقنع: والصَّحيحُ: أنه لا يُشترط أن يُسمِعَ نفسَه؛ لأن الإسماعَ أمرٌ زائدٌ على القول، والنُّطقِ، وما كان زائداً على ما جاءت به السُّنَّةُ، فعلى المُدَّعي الدليلُ.

وعلى هذا: فلو تأكَّدَ الإنسان من خروج الحروف مِن مخارجها، ولم يُسمعْ نفسَه، سواء كان ذلك لضعف سمعه، أم لأصوات حولَه، أم لغير ذلك؛ فالرَّاجحُ أنَّ جميعَ أقواله معتبرة. اهـ.

وعلى هذا؛ فإن حرك الشخص لسانه وشفتيه بحرام، من سب مسلم بغير حق، ونحوه، فإنه مؤاخذ بما تلفظ به، ولو لم يسمع نفسه.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني