الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما أخذ من التأمين كذبا وزورا يرد إليها

السؤال

أنا صاحب السؤال رقم: 2579325، بعد أن تبين لي حرمة المبلغ الذي سوف أحصل عليه من شركة التأمين، ماذا يجب عليّ أن أفعل فيه إذا أخذته؟ علمًا بأن لي عملية جراحية في الأسبوع القادم سوف أقوم بعملها على التأمين الصحي الذي لديّ، وسوف أقوم بإجراءات التأمين بعد ذلك لأني سوف أحصل على التقرير القطعي الذي من خلاله سوف آخذ المبلغ.
هناك قضية أخرى أرجو أن تجدوا لي حلًّا لها: أنا عند ما قام الولد الذي عمره 19عامًا بدهسي كان ضعيف الشخصية؛ إذ لم يستطع أن يقيم السيارة عن رجلي، ولم يفعل شيئًا، إذ قام بالبكاء فقط، وأنا أتألم أشد الألم. أنا أعرف الولد الذي دهسني، كان يدرس معي بالصف نفسه (وعند ما ذهبنا إلى المستشفى لم يسألوني في البداية من دهسني لأني كنت أتألم أشد الألم، لكن أبوه وأبي اتفقا أن يضعوا أبوه أنه هو الذي دهسني خوفًا على ابنه؛ لأن الإجراءات صعبة كونه لا يملك رخصة قيادة، وكنت موافقًا في نفسي خوفًا عليه، ولم أكن أعرف عن موضوع شركات التأمين، وبعد تحسن حالي فيما أظن سألوني: من دهسك؟ وقلت: أبوه. وسامحته من السجن، لكن بعد فترة بدأ الناس يتحدثون معي بشأن مبلغ التأمين، فعرفت أن شركات التأمين تعوض المتضررين من الحادث، فقمت بسؤالكم عن المبلغ لأنه انتابني شعور بأنه حرام.
السؤال المهم: هل يصلني الإثم لأني أقررت بأن الأب هو السائق؟ علمًا بأني فعلت ذلك من أجل الله خوفًا على الولد لا طلبًا للمال، فقد سامحته كما ذكرت. وهل يأثم الأب إذا أخذ مبلغًا من المال من شركة التأمين بدل المال الذي دفعه إلى المستشفى؟ وقد عرفت أنه إذا غيّرت الأقوال سوف نتعرض للسجن أنا وهو -على ما أعتقد-، فماذا أفعل؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فعطفًا على ما سبق في الفتوى رقم: 305080، نقول: المبلغ الذي تحملته شركة التأمين بسبب كذبكم وتزويركم يرد إليها؛ لأنه أُخذ منها بالباطل، كما أنه ليس لأبيك أن يأخذه أو يأخذ جزءًا منه عوضًا عما دفع للمستشفى. وما كان لك من حق فترجع به على المتسبب في الحادث.

أما ما أخبرت به بشأن من كان يسوق السيارة حين الحادث: فهو كذب وتزوير، وعليك أن تتوب إلى الله منه، ولا يلزم أن تخبر المستشفى أو غيرها من الجهات المعنية بتغيير أقوالك السابقة التي أدليت بها، خاصة إذا كان ذلك يترتب عليه ضرر يلحقك.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني