الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا يشترط لثبوت التحريم أن يكون الحديث مخرجا في الصحيحين أو أحدهما

السؤال

بحثت في صحيح البخاري حول موضوع جماع المرأة في الدبر فلم أجد أي حديث صحيح حول هذا الموضوع أفيدونا جزاكم الله خيرا ويفضل أن يكون من صحيح البخاري أو مسلم.وشكراً.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فلا يوجد حديث في صحيحي البخاري ومسلم عن تحريم إتيان المرأة في دبرها، إلا أن تحريم هذا العمل الشنيع وعده من الكبائر جاء في أحاديث صحيحة خارج الصحيحين، منها قول النبي صلى الله عليه وسلم: من أتى كاهناً فصدقه بما يقول، أو أتى امرأة حائضاً، أو أتى امرأة في دبرها فقد برئ مما أنزل على محمد. أخرجه الإمام أحمد في مسنده وأصحاب السنن الأربعة وصححه الألباني.
ومنها قول النبي صلى الله عليه وسلم: لا ينظر الله إلى رجل جامع امرأته في دبرها. أخرجه ابن ماجه وصححه الألباني.
ومنها قوله صلى الله عليه وسلم: ملعون من أتى امرأة في دبرها. رواه أحمد وأبو داود عن أبي هريرة وصححه الألباني.
وفي هذه الأحاديث من الزجر الشديد عن إتيان المرأة في دبرها ما يؤكد التحريم، بل يدل على أن هذا العمل من الكبائر.
وننبه السائل الكريم إلى أنه لا يشترط للتحريم أن يكون حديثه مخرجاً في الصحيحين أو أحدهما بتصريح أصحابهما، كما ذكر البخاري عن نفسه أنه انتقى أحاديث صحيحة من مائة ألف حديث صحيح، ومعلوم أن أحاديث صحيح البخاري لا تبلغ سبعة آلاف بالمكرر، فمتى صح الحديث وجب العمل بما فيه إن لم يكن منسوخاً أو معارضاً.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني