الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم نكاح من زنى قبل إسلامه

السؤال

أنا عربية في بلد أجنبي، وقبل 6 أشهر قابلت شخصا مسلما غير عربي (قابلته في بلد عربي وقال إنه رحل ليتعلم أمور الدين) وقال إنه يريد الزواج بي، هو شاب ملتزم يصلي الخمس ويصوم رمضان ولكنه جديد عهد بالهداية، واعترف لي مؤخراً بدون أن أسأل بأنه زنى في الماضي أكثر من مرة! أغضبني هذا الاعتراف وبكيت بحرقة، سؤالي هو: هل يجوز أن أتزوج مثل هذا الشخص أم علي تركه؟ لا أدري ماذا أفعل؟! أشعر بالإهانة والغضب ولكن أعلم أنه تاب، فما رأي الدين؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالعبرة بحال هذا الشخص الآن لا بما مضى، فإن كان صاحب دين وخلق، فمثله من أرشد الشرع إلى قبوله زوجا، فقد روى الترمذي وابن ماجه واللفظ له عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا أتاكم من ترضون خلقه ودينه فزوجوه، إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض.

ولكن مما يجدر تنبيهك عليه هو أن مثل هذه المعرفة العابرة لا يمكن أن يتبين حال الشخص من خلالها، وقد يصعب معرفة من يعرف أمره من الثقات، ومن هنا عليك الحذر من التعجل إلى الموافقة على زواجه منك.

وإذا لم يتيسر زواجه منك فاقطعي كل علاقة لك به؛ لأنه أجنبي عنك، وانظري الفتوى رقم: 30003.
وننبه إلى أن من ابتلي بشيء من المعاصي يجب عليه مع التوبة إلى الله أن يستر على نفسه، فالمجاهرة بالذنب ذنب؛ كما سبق وأن أوضحنا في الفتوى رقم: 79528.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني