الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم العمل في شركة تقوم بتنفيذ مشروع سياحي فيه بار للخمر

السؤال

أعمل مهندسًا معماريًّا في شركة مقاولات بمصر، ونقوم بتنفيذ مشروع فندق سياحي، يحتوي على غرف فندقية للنزلاء، ومجموعة مطاعم، وكافيتيريات، بالإضافة إلى حمام سباحة، وجاكوزي، وبار للخمور، ومجموعة مبانٍ ملحقة صغيرة بالموقع العام للفندق، وعملي يتلخص في تنفيذ مجموعة الأدوار التي تحتوي على غرف النزلاء، وتشطيبها، وفرشها، علمًا أن فرش الغرف يحتوي على ثلاجات صغيرة للخمور، كما أقوم بتنفيذ الواجهات الخارجية للمشروع، وفي بعض الأحيان تسند إليّ أعمال تختص بباقي نشاطات الفندق لمتابعة تنفيذها، ومنذ أن التحقت بهذا العمل براتب كبير وأنا في عناء مستمر، وأحس بنجاسة هذا المشروع، ومؤخرًا أتيحت لي فرصة عمل آخر في مشروع حلال بحت مع شركة أخرى براتب أقل لا يكفيني وأسرتي إلا بشق الأنفس، ولا يساعدني أحد، فما حكم عملي والراتب المكتسب منه؟ وهل أترك عملي وألتحق بالآخر؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فالمشروع المذكور فيه منافع مباحة، وأخرى محرمة، كبار الخمر، ونحو ذلك, وما كان من قبيل هذه الأمور المحرمة لا يجوز لك تنفيذها، أو متابعتها، وما يقابل هذه الأعمال من الراتب لا يحل؛ لأنه مقابل منفعة محرمة، وباقي الراتب حلال.

ولا بأس بالعمل في الأعمال الأخرى المباحة من هذا المشروع, وننصحك بالانتقال إلى العمل الآخر الذي تصفه بأنه حلال بحت، وإن كان أقل أجًرا، فمن ترك شيئًا لله تحرزًا عن الحرام، فالمرجو من الله تعالى أن يعوضه خيرًا منه ويبارك له في قليل الحلال الخالص، ونوصيك بحسن الظن بالله تعالى، والثقة فيه بأنه سيبدلك خيرًا مما تركت، فقد قال تعالى: وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ {الطلاق: 2ـ3}.

وثبت في مسند أحمد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: إنك لن تدع شيئًا ابتغاء الله، إلا آتاك خيرًا منه.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني