الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

اقتراف تلك المعاصي قد يحول بين الشخص وبين الخير

السؤال

هل نظر المحرمات، والإباحيات، والأغاني، والمسلسلات، والغيبة، والنميمة، والحسد، واللعن، والاستهزاء، وغيرها من أفعال، أو أقوال سيئة تبطل وتمنع ذكر الله، والوضوء، وقراءة القرآن، والصدقة، وغيرها؟ وهل هي أسباب قلة الدين، وغرور شيطان للإنسان، وقساوة القلب؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فإن السؤال فيه كثير من الغموض، والمعاصي المذكورة غير مانعة من العبادات، ولكنها قد تحبط أجر الطاعات إذا وزنت بها، كما بينا ذلك في الفتوى رقم: 180787.

كما أن اقتراف تلك المعاصي قد يحول بين الشخص وبين الخير، ويؤدي به إلى الانهماك في تلك المعاصي، كما قال بعض السلف: إن من عقوبة السيئة السيئة بعدها. فعلى العبد أن يتوب إلى الله تعالى من جميع الذنوب، وأن يحذر المعاصي صغيرها والكبير، وأن يجتهد في طاعة الله تعالى، ويجاهد نفسه على فعل الخير ما أمكنه حتى يوفقه الله تعالى.

وأما أسباب قلة الدين، وغرور الشيطان للإنسان: فمن أهمها الغفلة عن ذكر الله تعالى، والإعراض عنه سبحانه، كما قال عز وجل: وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ {الزخرف:36}.

ومنها حب الدنيا، والانكباب على تحصيلها، والغفلة عن ذكر الموت، والتفكر في الآخرة، والاستعداد لها، ومنها التفريط في المستحبات، والواجبات، والتساهل في فعل المعاصي، وتسويف التوبة، واتباع هوى النفس، وإنما ينجي من ذلك الاعتصام بالله، واللجأ إليه، وسؤاله التثبيت، ومجاهدة النفس، وكثرة ذكر الله تعالى، والتفكر في الآخرة، وما فيها من الأهوال العظام، والأمور الجسام -نسأل الله أن يرحمنا برحمته التي وسعت كل شيء-.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني