الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

طلب الزوجة الطلاق لانشغال زوجها برعاية أمّه

السؤال

أنا متزوج منذ 11 سنة، ولديّ ثلاثة أطفال، وزوجتي لم تكن تذهب بشكل أسبوعي إلى أهلي، بل كانت تذهب مرة بالشهر، بالإضافة إلى أني أعطيها مصروفها الشهري، وقمت بشراء منزل، بالإضافة إلى إحضار خادمة منزلية، وفي نهاية الأمر توفي والدي، وبدأت أفهم زوجتي بأنني أمر بمرحلة انتقالية كوني الابن الأكبر، فأريد أن أذهب لأمي كل يوم، بالإضافة إلى أن زوجتي اتهمتني بأني لا أجلس معها، وصار نقاش معها بخصوص وضعي الحالي، وقامت بشتمي أولًا، وقامت تهددني، وطلبت مني الطلاق؛ لأني لا أجلس معها طوال الوقت، أرجو منكم مساعدتي، وإعطائي الحكم الشرعي.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فإن كنت تقوم بما يجب عليك لزوجتك من النفقة، والمعاشرة بالمعروف، فلا حقّ لها في الاعتراض على انشغالك برعاية أمّك، وتفقد أحوالها، وشتمها لك لهذا السبب معصية، تستحقّ عليها التأديب، كما سبق بيانه في الفتوى رقم: 166297.

وسؤالها الطلاق حينئذ غير جائز، ويجوز لك -والحال هكذا- أن تمتنع من طلاقها حتى تسقط لك بعض حقوقها، وانظر الفتوى رقم: 8649.

وقد كان الأحرى بزوجتك أن تعينك على برّ أمّك، والإحسان إليها، فإنّ ذلك من الأعمال الصالحة التي يحبها الله، ويثيب عليها أعظم الثواب في الدنيا والآخرة.

فبيّن ذلك لزوجتك، وذكّرها بالله، والدار الآخرة، واحرص على الجمع بين بر أمّك وإحسان عشرة زوجتك، وانظر الفتوى رقم: 66448، والفتوى رقم: 135669.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني