الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

من رأت دمًا قبل الطواف واغتسلت وطافت ثم رأته بعد الطواف

السؤال

كنت في الحج هذا العام، وكان من المتوقع نزول الحيض في أيام الحج، فأخذت دواء لتأخير الحيض إلى ما بعد طواف الإفاضة، وفي عصر اليوم الذي يسبق يوم الطواف نزلت دماء ذات لون فاتح، أفتح من دم الحيض المعتاد، وبصورة متقطعة، وبكميات أقل، فاغتسلت منها، وأكملت باقي صلوات اليوم، وبعد رمي الجمرات، وطواف الإفاضة وجدت هذه الدماء موجودة بكمية أكثر قليلًا بنفس اللون الفاتح، ثم انقطعت في اليومين التاليين، فهل حجي صحيح؟ مع العلم أن والدي قام بدفع فدية قبل معرفة هذا الأمر.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فإن كان مجموع ما رأيته من الدم يبلغ يومًا وليلة، فهو دم حيض عند الجمهور، وإلا فلا يعد حيضًا، وبكل حال فإن طوافك صحيح ـ إن شاء الله ـ ولا يلزمك شيء، وذلك لأنه على تقدير كون هذا الدم حيضًا فقد طفت في طهر متخلل، والطهر المتخلل للدم طهر صحيح يصح فيه ما تفعله المرأة من العبادات، ولا يلزمها قضاؤه على ما نفتي به، وانظري الفتوى رقم: 138491.

وعلى فرض أنه ليس حيضًا، فالأمر واضح، ثم إن هذا الدم الذي رأيته بعد الطواف إن احتمل حصوله في الطواف، واحتمل حصوله بعده، فإنه يضاف لأقرب زمن يحتمل حصوله فيه.

ومن ثم؛ يحكم بصحة طوافك، وانظري الفتوى رقم: 144325.

وأما ما دفعه أبوك من الفدية: فلم يكن يجب، وإذ الأمر على ما ذكرنا من صحة طوافك، فنرجو أن يكون ما دفعه أبوك صدقة يثاب عليها -إن شاء الله تعالى-.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني