الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تلتقي الأسر يوم القيامة

السؤال

هل تجتمع الأسرة يوم القيامة؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فيوم القيامة يوم عظيم ويوم رهيب ، قال الله تعالى في شأنه: (فإذا جاءت الصاخة * يوم يفر المرء من أخيه * وأمه وأبيه * وصاحبته وبنيه * لكل امرىءٍ منهم يومئذ شأن يغنيه ). [ عبس : 33 - 37]. وفي هذا اليوم العصيب يود من عصى الله أن لو افتدى نفسه من عذاب الله بأقرب الناس إليه - قال تعالى: (يود المجرم لو يفتدي من عذاب يومئذ ببنيه وصاحبته وأخيه * وفصيلته التي تؤويه * ومن في الأرض جميعاً ثم ينجيه* كلا). [المعارج : 11-15]. فالأمر يا أخي الكريم أشد وأفظع مما تتصور أو يجري في مخيلتك وذهنك ، فعن عائشة رضي الله عنها قالت : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول " يحشر الناس حفاة عراة غرلا ، قالت عائشة : فقلت الرجال والنساء جميعاً ينظر بعضهم إلى بعض ؟ قال : الأمر أشد من أن يهمهم ذلك" وفي رواية " من أن ينظر بعضهم إلى بعض " . [ رواه الشيخان وابن ماجه والنسائي ]. قال عكرمة : يلقى الرجل زوجته فيقول لها : يا هذه أي بعل كنت لك ؟ فتقول: نعم البعل كنت وتثني بخير ما استطاعت ، فيقول لها : فإني أطلب إليك اليوم حسنة واحدة تهبينها لي لعلي أنجو مما ترين فتقول له : ما أيسر ما طلبت ولكني لا أطيق أن أعطيك شيئاً أتخوف مثل الذي تخاف وإن الرجل ليلقى ابنه فيتعلق به فيقول يا بني أي والد كنت لك ؟ فيثني بخير ، فيقول له : يا بني إني احتجت إلى مثقال ذرة من حسناتك لعلي أنجو بها مما ترى فيقول ولده : ما أيسر ما طلبت ولكني أتخوف مثل الذي تتخوف فلا أستطيع أن أعطيك شيئاً " .[ ذكره ابن كثير في تفسيره عن عكرمة] . وقال تعالى: ( يا أيها الناس اتقوا ربكم واخشوا يوماً لا يجزي والد عن ولده ولا مولود هو جاز عن والده شيئاً ) . [لقمان : 33]. فعلم من هذه الآيات والآثار أن الأسرة قد تلتقي يوم القيامة ولكن الأمر كما قال الله تعالى : ( لكل امرئ منهم يومئذ شأن يغنيه ). [ عبس: 37]. نعم إذا نجا الكل من دخول النار وكان الأبناء قد اتبعوا آباءهم بإحسان ألحقوا بهم في الجنة وإن كانت مرتبتهم التي يستحقونها دون مرتبة الآباء تكرمه للأباء نص على ذلك أهل العلم ويشهد له قول الله جل وعلا ( والذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم بإيمان ألحقنا بهم ذريتهم وما ألتناهم من عملهم من شيء كل امرئ بما كسب رهين ). [ الطور: 21] . والله أعلم .

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني