الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

مذهب الشيخ ابن عثيمين في تارك الصلاة

السؤال

من ترك الصلاة أربعة أيام أو أسبوعًا، ثم رجع يصلي، فهل يكفر في مذهب الشيخ ابن عثيمين؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فمذهب الشيخ ابن عثيمين ـ رحمه الله ـ في تارك الصلاة أنه إنما يكفر إن تركها تركًا كليًّا.

وأما إن كان يصلي، ويخلي، كأن ترك الصلاة أربعة أيام، أو أسبوعًا، أو أكثر، أو أقل، ثم عاد يصلي، فإنه لا يكفر على ما يرجحه الشيخ.

وقد سئل الشيخ -رحمه الله- بما نصه: فضيلة الشيخ، ما حكم من يصوم ويصلي إذا جاء رمضان، لكن إذا انسلخ رمضان انسلخ من الصلاة، الصيام؟

فأجاب بقوله: الذي يتبين لي من الأدلة أن ترك الصلاة لا يكون كفرًا إلا إذا كان تركًا مطلقًا، وأما من يصلي ويخلي، فيصلي بعض الأحيان، ويترك بعض الأحيان، الذي يبدو لي من الأدلة أنه لا يكفر بذلك؛ لقوله: "العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة، فمن تركها - أي الصلاة - فقد كفر"، ولقوله: "بين الرجل وبين الشرك والكفر ترك الصلاة" ولكن هذا الرجل الذي لا يصلي، ولا يصوم إلا في رمضان أنا في شك من إيمانه؛ لأنه لو كان مؤمًنا حقًّا لكان يصلي في رمضان، وفي غيره، أما كونه لا يعرف ربه إلا في رمضان، فأنا أشك في إيمانه، لكني لا أحكم بكفره، بل أتوقف فيه، وأمره إلى الله عز وجل. انتهى.

وبه يتبين أن من يترك الصلاة أربعة أيام، أو أسبوعًا لا يكفر عند الشيخ، وإن كان مرتكبًا لذنب هو من أعظم الذنوب، وأكبر الكبائر، وراجع لبيان ما للعلماء من مذاهب في هذه المسألة انظر الفتوى رقم: 130853.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني