الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

مخاطر الانتقام ممن جحد الحقوق

السؤال

سؤالي هو جاءني شخص طلب مني غرضا (ماعون) قيمته 500 دولار، لكن قيمته المعنوية أكثر عندي، مر الشهر وحين طلبت استرداده بدأ يماطلني وأتصل به ولا يرد ونكرني، بعدها بعث أخاه يبلغني إنه لا يريد رده إلي البتة، وقال لأخيه إن كان يملك دليلا فليبلغ بي، استشرت الشرطة في هذا وقالوا إنه لن تنفعني الشكاية في شيء ولن تنفعني حتى شهادة الأقارب لا تجوز أي بمعنى أن هذا الشخص نصب علي، وأنا استرداد غرضي ولا أنام ليلا من شدة الغضب واحتيال هذا الشخص علي، ودعوت الله عليه واتضح لي فيما بعد أن هذا الشخص ظالم، فعل مثل هذا مع أناس كثر، الآن أنا أفكر في الانتقام مع أنه أقوى مني، أفكر في الهجوم عليه بأي سلاح وأشفي غليلي جدا.
أفتوني في هذا جزاكم الله خيرا؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فمماطلته لك في رد الماعون من الظلم المحرم، وقد بينا أن للمظلوم مع من ظلمه ثلاث خيارا بيناها في الفتوى رقم: 54580، وقد ذكرنا أن أفضلها وأعظمها أجرا هو أن يعفو ويصفح، لينال أجره وثوابه من رب العالمين؛ لقوله تعالى: فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ {الشورى:40}، وهل يستوي أن يأخذ المرء حقه من مخلوق عاجز شحيح بخيل، أم يأخذ حقه وزيادة من رب غني كريم؟ لا شك أن العاقل سيتخار الثاني ويصبر ويعفو لوجه الله عز وجل لا خوفا من الظالم واستكانة له.

وعليه؛ فنصيحتنا لك أن تصبر وتعفو وتحتسب مظلمتك عند الله وتكل أمر الظالم إليه، ولن يزيدك ذلك إلا عزا ورفعة؛ لقوله صلى الله عليه وسلم -: (وَمَا زَادَ اللَّهُ عَبْدًا بِعَفْوٍ إِلاَّ عِزًّا) رواه مسلم.

وأما يلقيه الشيطان في خلدك من قصد الانتقام بما فيه مجاوزة لمظلمتك بل قد يترتب عليه موت الظالم أو نحو ذلك فهذا جرم كبير وذنب عظيم من فحشاء الشيطان التي يسولها لبني آدم، فإياك ثم إياك أن تتبع خطواته فتندم في الدنيا قبل الآخرة، فاستعذ بالله منه، والزم ما أشرنا به عليك، وستجد عاقبته محمودة، وللفائدة انظر الفتوى رقم: 208948.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني