الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الخجل ليس عذرا في أباحة مصافحة المرأة للرجل الأجنبي عنها

السؤال

أنا موظفة في شركة خاصة تتعامل مع شركة إيطالية, لدي زملاء رجال يعملون معي, ولدينا زبائن كذلك, أنا أرفض مصافحتهم، وأصبحوا يعلمون أني لا أصافح.
المشكلة في المتعامل الإيطالي، والذي هو يعتبر رب العمل، لكن هو غير مقيم, هو يقوم بمصافحتي، وأنا لم أستطع إخباره أني لا أصافح، فهو يتعامل فقط مع المسؤولين, لا أستطيع الشرح له أني لا أصافح, فأخبرت المسؤول على رفضي لهذا الأمر، فقال لي إنهم يخجلون منه، ولا يستطيعون التحدث معه في هذا الموضوع. فبم تنصحونني؟ وماذا عليّ فعله؟ فأنا لست راضية عن نفسي حيال هذا الأمر.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فقد سبق لنا بيان حرمة مصافحة المرأة للرجال الأجانب عنها، والجواب عن بعض ما يثار حول هذه المسألة من شبهات، وذلك في الفتويين: 220087، 170629.

والخجل من هذا الرجل ليس عذرًا في إباحة ذلك، وقد يكون هو أولى من غيره بالمنع إذا كان غير مسلم، وينبغي التمسك بأحكام الشريعة معه، وإظهار الاعتزاز بها، وراجعي في ذلك الفتوى رقم: 123819. ثم إن عمل المرأة في مكان تختلط فيه بالرجال؛ الأصل فيه المنع، وإذا لم يكن للمرأة عائل يعولها، واضطرت للعمل ولم تجد لذلك سبيلًا إلا العمل في هذا المكان، جاز لها ذلك مع التحفظ غاية التحفظ، واجتناب المحاذير الشرعية؛ كالمصافحة، والخضوع بالقول، والخلوة بالرجال، مع البحث المستمر عن عمل لا يقتضي الاختلاط بالرجال، كما سبق التنبيه عليه في الفتوى رقم: 8528.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني