الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

معنى الإسناد والشواهد والفرق بينهما

السؤال

ما الفرق بين الإسناد والشواهد في الحديث: كأن يُقال إن الحديث إسناده قوي، أو إن الحديث شواهده قوية؟ وكيف نأخذ أو نعمل بالحديث؟ وهل على أساس الإسناد أو على أساس الشواهد؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فأولا: لا بد من معرفة مصطلح الإسناد ومصطلح الشواهد عند أهل الحديث، فنقول: الإسناد له معنيان قد ذكرهما الشيخ محمود الطحان في تيسير مصطلح الحديث، حيث قال: الإسناد: له معنيان:

أـ عزو الحديث إلى قائله مسندا.

ب ـ سلسلة الرجال الموصِّلة للمتن، وهو بهذا المعنى مرادف للسند.

السند:

أـ لغةً: المعتمد، وسمي كذلك، لأن الحديث يستند إليه، ويعتمد عليه.

ب ـ اصطلاحًا: سلسلة الرجال الموصلة للمتن. انتهى.

وأما الشواهد: فهي نوع من المتابعات، بحيث يوافق الراوي غيره في رواية حديث معين، وقد بيّن ذلك الشيخ عبد الله بن يوسف الجديع في كتابه تحرير علوم الحديث، حيث قال: المتابعات والشواهد، المتابعات: جمع متابعة، وهي موافقة الراوي لغيره في رواية الحديث المعين، بشرط أن تقع لغير الصحابي الذي يروي الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم، كأن تقع للراوي عنه أو من قبله، وصورتها: أن يروي الحديث عن ابن عمر نافع مولاه، ويوافقه في روايته سالم بن عبد الله يرويه كذلك عن أبيه، فيقال: تابع سالم نافعاً، وكلُّ منهما متابِعٌ ومتابَعٌ، وفائدة المتابعة: رفع الغرابة في ذلك الموضوع الذي حصلت فيه الموافقة من الإسناد، وفيه تقوية الحديث من ذلك الطريق، بحسب قوة المتابع ويشترط في المتابعة أن توافق في الإسناد، ويكفي في المتن موافقة المعنى، وربما سماها بعض المحدثين شاهداً توسعاً في الاستعمال، واللغة تحتمله.

الشواهد: جمع شاهد، وهو نوع من المتابعة، لكنه خاص بمن روى الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم، وهو الصحابي، فهو: متابعة صحابي لصحابي آخر في متن حديث لفظاً أو معنى، كحديث يروى عن جابر بن عبد الله، ويروى مثله أو نحوه أو معناه عن عائشة أم المؤمنين، فيقال عن حديث جابر: له شاهد من حديث عائشة، وكذلك العكس. انتهى.
وإذا عرفت الإسناد والشواهد تبين لك أن الشواهد هي أسانيد تقوي إسناد حديث ما، ومعنى قولهم: الحديث إسناده قوي ـ أن سنده قوي من حيث الاتصال وعدالة وضبط الرواة، ولكن ليس بالضرورة أن يكون الحديث صحيحا، بل قد يكون شاذا أو معللا، جاء في نصب الراية للزيلعي: وصحة الإسناد يتوقف على ثقة الرجال، ولو فرض ثقة الرجال لم يلزم منه صحة الحديث حتى ينتفي منه الشذوذ والعلة. انتهى.

وجاء في فتح المغيث: لا تلازم بين الإسناد والمتن، إذ قد يصح المسند أو يحسن لاستجماع شروطه من الاتصال والعدالة والضبط دون المتن لشذوذ، أو علة. انتهى.
ومعنى قولهم: الحديث شواهده قوية ـ أن لهذا الحديث طرقا قوية ـ أي أسانيد قوية ـ من غير طريق هذا الصحابي لهذا الحديث، والأخذ بالحديث والعمل به يكون إذا توفرت فيه شروط الحديث الصحيح أو الحسن والتي قد بينّاها في الفتوى رقم: 11828.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني