الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تقديم الدعاء للنفس والوالدين قبل غيرهم

السؤال

من المعلوم أن الدعاء للوالدين مقدم عن أي شخص آخر، فهل بالنسبة للسيدة المتزوجة نفس الشيء أم أن الزوج يقدم في الدعاء عن الوالدين (أي: أقول: أستغفر الله العظيم لوالدي وزوجي أم العكس)؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فمع تأكيد الشرع على حق الزوج كما بيّنّا في الفتوى رقم: 6478، والفتوى رقم: 1780؛ فإن الذي ورد في نصوص الوحي وأدعية السلف هو تقديم النفس في الدعاء، ثم تقديم الوالدين على من سواهما؛ فقد قال الله تعالى على لسان نوح -عليه السلام-: رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَنْ دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِنًا وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ. وقال تعالى على لسان إبراهيم -عليه السلام-: رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وللمؤمنين يوم يقوم الحساب.
وكان السلف يدعون لأنفسهم ولوالديهم أولًا، ثم يدعون لغيرهم، والأمثلة على ذلك كثيرة في أدعيتهم؛ فمن ذلك قول الإمام أحمد بن حنبل -رحمه الله-: "اللهم اغفر لي ولوالدي ولمحمد بن إدريس الشافعي" كما جاء في تهذيب الأسماء واللغات للإمام النووي.

وجاء في الجوهرة للعبادي الحنفي: "فإذا فرغ -يعني: من الطواف والصلاة- يدعو لنفسه ولوالديه وللمسلمين".

وقال النووي في المجموع عن الدعاء يوم عرفة: "وليدع لنفسه، ولوالديه، ومشايخه، وأقاربه، وأصحابه، وأصدقائه، وأحبائه، وسائر من أحسن إليه، وسائر المسلمين".

وعلى ذلك فإن الزوجة تدعو لنفسها أولًا، ثم لوالديها، ثم لزوجها.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني