الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

سبحان الله وبحمده مائة مرة في أي جزء من اليوم تقال وهل يشرع تكرارها كل يوم

السؤال

يا شيخ الذكر الذي هو "من قال سبحان الله وبحمده في يوم مائة مرة حطت خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر" هل ممكن قول هذا الذكر يوميا؟ أم أن هذا من البدع؟ إذا كان ليس ببدعة فأنا من النوع الكثير النسيان جدا، فهل أضبط الجوال على وقت محدد ليذكرني مثلا الساعة الثانية ظهرا؟ أم أن التحديد يدخل في البدع؟ أيضا الأذكار الواردة بعد الوضوء هل هي خاصة فقط بوقت الصلوات الخمس أم نقولها كل ما توضأنا؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فقول: سبحان الله وبحمده مائة مرة مشروع يوميا في الصباح والمساء، وليس ببدعة؛ كما بينا بالفتوى رقم: 76033.

ويشرع قولها في أي وقت من اليوم؛ ففي الحديث: «من قال: سبحان الله وبحمده في يوم مائة مرة حطت خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر» (متفق عليه)

قال ابن حجر في فتح الباري: قال (النووي): وظاهر إطلاق الحديث أنه يحصل هذا الأجر المذكور في هذا الحديث من قال هذا التهليل مائة مرة في يومه سواء قاله متوالية أو متفرقة في مجالس أو بعضها أول النهار وبعضها آخره لكن الأفضل أن يأتي بها متوالية في أول النهار. انتهى.

ونحو ذلك ذكر العيني، والقاري، والقسطلاني، وغيرهم.

فلا حرج أن تقول هذا الذكر في أي وقت في اليوم، والأفضل في الصباح، أو الصباح والمساء كما تقدم.

ولا مانع أن تتخذ ما يذكرك بذلك؛ فهو من الإعانة على العبادة، روى مسلم عن أبي هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قفل من غزوة خيبر سار ليله حتى إذا أدركه الكرى عرس، وقال لبلال: اكلأ لنا الليل...

قال العيني في شرح سنن أبي داود: قوله: "اكلأ" - بهمزة في آخره - أي: ارقُب لنا الليل واحفظه. انتهى.

فدل الحديث على جواز اتخاذ ما يُذكِر بالعبادة.

وأما الأذكار بعد الوضوء فهي مشروعة بعد كل وضوء سواء تبعته صلاة أم لا؛ ففي الحديث الذي رواه مسلم عن عقبة بن عامر مرفوعا «مَنْ تَوَضَّأَ فَقَالَ أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ...

وعند الترمذي: عن عمر بن الخطاب، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من توضأ فأحسن الوضوء...

و"من" تفيد العموم عن الأصوليين؛ فتشمل كل متوضئ، ولم نجد من فرق بينهما من العلماء، بل ظاهر كلامهم العموم؛ قال القاري في المرقاة: قال الإمام النووي: يستحب أن يقال عقيب الوضوء كلمتا الشهادة وهذا متفق عليه، وينبغي أن يضم إليهما ما جاء في رواية الترمذي «اللهم اجعلني من التوابين، واجعلني من المتطهرين» ويضم إليه ما رواه النسائي في كتاب عمل اليوم والليلة مرفوعا: «سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك» قال أصحابنا: وتستحب هذه الأذكار للمغتسل أيضا. اهـ.

وانظر الفتويين التالية أرقامهما: 1688، 303652.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني