الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

رؤية الأفكار المحرمة في المنام.. الحكم.. والعلاج

السؤال

أنا أحيانًا كثيرة تأتيني في الحلم وأنا نائم أقوال تتردد في ذهني، فهل عليّ من إثم في ما يأتيني من أفكار وأقوال محرمة في المنام؟
والسؤال الآخر: لخوفي من مثل هذه الأفكار سألت أحد الأشخاص، وقلت له ما تردد في نومي، فهل علي إثم لأني قلتها له؟ علمًا أني قلتها له لمعرفة إذا كانت كلمات محرمة أم لا.
وبماذا تنصحونني لأبعد هذه الأفكار عني؟ فقد أرهقتني كثيرًا.
وبارك الله فيكم.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فإنه لا مؤاخذة على العبد بما يصدر منه في نومه؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: رفع القلم عن ثلاثة: عن المجنون المغلوب على عقله، وعن النائم حتى يستيقظ، وعن الصبي حتى يحتلم. رواه الإمام أحمد، وأبو داود، والحاكم في المستدرك -واللفظ له-، وقال: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه. ووافقه الذهبي، وصححه الألباني.
ولا يقع الإثم بسؤالك عن هذا الأمر لمعرفة الحكم فيه، ولكن الأولى هو الإعراض الكلي عن ذلك، والتأدب بآداب الرؤيا؛ فمن رأى ما يكره، فليتعوذ بالله من شرها، ومن شر الشيطان، ويتفل ثلاثًا، ولا يحدث بها أحدًا، ويتحول عن شقه الذي كان عليه؛ ففي حديث أبي سلمة بن عبد الرحمن قال: كنت أرى الرؤيا فتمرضني، حتى سمعت أبا قتادة يقول: وأنا كنت لأرى الرؤيا تمرضني، حتى سمعت النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول: «الرؤيا الحسنة من الله؛ فإذا رأى أحدكم ما يحب، فلا يحدث به إلا من يحب، وإذا رأى ما يكره، فليتعوذ بالله من شرها، ومن شر الشيطان، وليتفل ثلاثًا، ولا يحدث بها أحدًا؛ فإنها لن تضره». أخرجه البخاري.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني