الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم تعلم الغوص في أماكن كشف العورات

السؤال

أنا من مصر وكنت أحب تعلم رياضة الغوص للتأمل في خلق الله والترفيه لكن مركز الغوص في مدينة دهب الساحلية يرتاده أجانب يرتدون لباس البحر يكشف عوراتهم، وقد سألت فقيل لي إنه يمكنك تجنب ذلك قدر الإمكان بالذهاب مبكرا ومحاولة غض البصر خاصة أن أغلب الوقت يكون في التدريب تحت الماء، وعلما بأني قد لا أستطيع دعوتهم بطريقة مباشرة لكن ممكن عن طريق ما قد يرون مني من رفض أن يكون المدرب امرأة وطلبي منهم البعد قدر الإمكان عن الأماكن التي فيها عري، وعلما بأني في حياتي اليومية قد أتعرض لمثل هذه المناظر في الإعلانات في الشوارع والنساء المسيحيات وما شابه وإن لم يكن بنفس الدرجة، فما رأيكم؟
وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فنسأل الله أن يوفقك إلى موضع تسلم فيه من المعاصي.

ولا يجوز لك الذهاب لهذه المواضع التي يغلب فيها كشف العورات؛ كما بينا بالفتويين التالية أرقامهما: 51090، 173897.

ووجودك في هذه المواضع مع عدم تمكنك من إنكار المنكر، هو نوع من شهود المنكر مع عدم الإنكار بالقلب، الذي هو أضعف الإيمان، إذ من الإنكار بالقلب أن تزول عن مكان المنكر إذا لم تستطع تغييره، وانظر في ذلك الفتوى رقم: 295645.

واحذر من تسويل الشيطان أنك تفعل خيرا، ويمكنك السلامة من النظر إلى العورات؛ فإنها خطوات تسحب العبد إلى المحظور، واعلم أن من ترك شيئاً لله عوضه الله خيراُ منه، وقد جاء في مسند الإمام أحمد بسند صحيح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إنك لن تدع شيئا لله عز و جل إلا بدّلك الله به ما هو خير لك منه. وصححه الألباني.
وحاول أن تجد مكانا بديلا لممارسة الغوص يسلم لك فيه دينك.

وأما احتمال رؤية هذه المناظر في الحياة المعتادة؛ فقد ذكرت أنها ليست بنفس الدرجة، ثم إنك في حاجة لممارسة نشاط الحياة المعتاد الذي لا بد منه، وبعضه من الضروريات كتحصيل الرزق، وبعضه من الحاجات، وأما ممارسة الغوص فهو من التحسينيات المكملات، فلا يستويان.

وانظر للفائدة الفتوى رقم: 183509.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني