الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعراض الإصابة بالحسد

السؤال

ما حكم هذا الكلام؟
أولا: أن الحسد ليس في علم الغيب، وأن معرفة وقوع الحسد ليست في علم الغيب سواء للإنس أو الجن.
ثانيا: أن الجن تستطيع معرفة أن ذلك الشخص محسود بمجرد النظر إليه، هل ذلك صحيح أم أن ذلك يدخل في علم الغيب؟ يعني في العادي نحن ممكن أن نعرف حدوث الحسد بسؤال المصاب عن الأعراض هل توجد عنده أم لا؟ فهل الجن يستطيعون معرفة وجود الحسد ووجود أعراضه على المصاب من غير سؤال؟
ثالثا: أن الجن تستطيع معرفة أن ذلك الشخص محسود بمجرد النظر في عين ذلك الشخص حيث يظهر في عينه أنه محسود، أو أن الجن تستطيع معرفة أن ذلك الشخص محسود من نظرة عين ذلك الشخص حيث يظهر من نظرة عينه أنه محسود.
وهل يقع الكفر بأي شيء من هذا الكلام أم أنه ذنب فقط وليس كفرا؟ أم أنه ليس أي شيء؟
وماذا يجب على من قال ذلك الكلام؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فان معرفة كون الشخص محسودا ليس من ادعاء الغيب ولا يقع الكفر بادعاء معرفته ولا الكلام في شأنه، لأن للحسد علامات وأعراضا تظهر في حالة المحسود الصحية والنفسية والمادية، وقد أخبر بعض الصحابة النبي صلى الله عليه وسلم بوقوعها لبعض الصبيان فأمرهم بالرقية، ولم ينكر عليهم ولم يتهمهم بادعاء الغيب، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم لأسماء بنت عميس في حق أبناء جعفر بن أبي طالب: ما لي أرى أجسام بني أخي ضارعة ـ أي نحيفة ـ تصيبهم الحاجة ـ يعني المرض ـ قالت: لا، ولكن العين تسرع إليهم. قال: ارقيهم. رواه مسلم.
وفي الموطأ «أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل بيت أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم وفي البيت صبي يبكي فذكروا له أن به العين، قال عروة: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ألا تسترقون له من العين».
وقال الشيخ عبد الخالق العطار في بيان أعراض الحسد:

أعراض الحسد تظهر على المال والبدن والعيال بحسب مكوناتها، فإذا وقع الحسد على النفس يصاب صاحبها بشيء من أمراض النفس، كأن يصاب بالصدود عن الذهاب إلى الكلية أو المدرسة أو العمل، أو يصد عن تلقي العلم ومدارسته واستذكاره وتحصيله واستيعابه وتقل درجة ذكائه وحفظه، وقد يصاب بميل للانطواء والانعزال والابتعاد عن مشاركة الأهل في المعيشة، بل قد يشعر بعدم حب ووفاء وإخلاص أقرب وأحب الناس له، وقد يجد في نفسه ميلا للاعتداء على الآخرين، وقد يصير من طبعه العناد، ويميل إلى عدم الاهتمام بمظهره وملبسه، ولا يألفه أهله وأحبابه وأصحابه، ويسيطر عليه الإحساس بالضيق والزهق، ويشعر بالاختناق ويصير لا يستقر له حال أو فكر أو مقال، وليس بلازم أن تظهر جميع هذه الأعراض على المحسود بل قد يظهر بعضها فقط، وإذا كان الحسد واقعا على المال؛ فيصاب المحسود بارتباك وضيق في التعامل مع غيره بشأن المال، كما يصاب بالخبل في إعداد وتصنيع أو جلب أو عرض البضائع للتداول، وقد تتعرض البضائع للتلف وتخيم على حركة البيع سحابة من الركود والكساد ويضيق صاحب المال المحسود ذرعا ولا يقبل التحدث عنه أو العمل من أجله، وإذا كان الحسد واقعا على البدن فإنه يصاب بالخمود والخمول والكسل والهزال وقلة الشهية وكثرة التنهد والتأوه وبعض الأوجاع. ا.هـ.

وأما أن الجن تعلم ذلك بالنظر إلى الإنسان أو إلى عينه، فلا علم لنا بذلك، وعلى فرض صحته، فلا فائدة من ذلك، فإنه لا يجوز الاستعانة بالجن في أمر الرقية ولا غيرها.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني