الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

التعامل بالصبر والحكمة مع الزوجة من التوفيق

السؤال

أنا شاب أسعى جهدي لاتباع دين الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، تزوجت من فتاة ذات خلق ودين، ومن عائلة أحسبها من أهل الصلاح ـ ولا أزكي على الله أحدا ـ وعند الدخول رفضت أن أدخل بها مع أنني لم أكن عنيفاً معها وضربتني، فأصبت بنوبة رعب عجيبة، ولكنني تمالكت نفسي ولم أضربها وتركتها لمدة أسبوع ثم دخلت بها بالحيلة وكانت بكراً، مع العلم أنني لم أشك في طهارتها وعفتها ـ معاذ الله ـ ولم أفارق خلال هذا الأسبوع الكلام المعسول معها ونصحتها وتوددت إليها بكل الطرق، ولكنها بدأت تكرهني وتطلب الطلاق يومياً ولا تطيق أن تراني، وترى شياطين في المنام، فصبرت عليها صبراً أبكاني أياماً ولا أعلم السبب، سألت شيوخاً من أهل الثقة، فأفتوني بأنها ناشز وقالوا لي إن لم تجد حلاً لهذا النشوز، فالأفضل طلاقها، ولكنني ازددت صبراً ابتغاء مرضات الله، وبعد عناء طويل لمدة 8 أشهر أخبرتني بأنها مصابة بصدمة نفسية قوية بسبب تحرش أحد الشباب بها في عمر 12 سنة، فأخبرتها بأن هذا لا يهمني، وهذا ليس ذنبها، بل ذنب ذلك الفاجر، وبالحكمة والموعظة الحسنة أخرجتها من هذا الكابوس الذي كان يعكر حياتنا، وسترت عليها لوجه الله وحباً فيها، والآن بعد مرور سنتين أصبحت أفضل الرجال في نظرها وتحبني حباً جماً بفضل الله عز وجل، فهل أثاب على هذا الصبر في الآخرة؟ وهل كان تصرفي حكيماً أم هو توفيق من الله فقط؟.
وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فقد أصبت عند ما تعاملت بحكمة مع زوجتك، ولا ريب أنّ ذلك بتوفيق من الله عزّ وجلّ، فإنّ العبد لا يقدر على فعل طاعة أو ترك معصية، إلا بتوفيق من الله عزّ وجلّ، قال تعالى: وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَى مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ أَبَدًا وَلَكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ {النور: 21}.

وصبرك على زوجك ابتغاء مرضاة الله، وعدم مؤاخذتك لها بتصرفاتها عمل صالح من أفضل الأعمال التي يحبها الله ويثيب عليها أعظم الثواب في الآخرة، قال تعالى: إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ {الزمر: 10}.
وراجع الفتوى رقم: 61485.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني