الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

رد الخاطب ذي الخلق والدين لعدم الارتياح بعد الاستخارة

السؤال

لقد تقدمت لطلب فتاة، وكان وضع أهل الفتاة المادي أفضل من وضعي، وكانت في السنة الأخيرة من دراستها, مع العلم أن وضعي المادي متوسط، وقادر على تحمل تكاليف الحياة الزوجية، ولكني لا أملك بيتًا، ولكني قادر على استئجار بيت مناسب.
ولقد لقيت استحسانًا من الفتاة ووالدها لخلقي، وديني، أما والدة الفتاة فقد صلت استخارة، ولم ترتح لي، وقد رفضت الفتاة لهذا السبب، مع أنها مقتنعة بخلقي، وديني، فهل يجوز رفضي لمجرد عدم الارتياح بعد صلاة الاستخارة؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فينبغي على وليّ الفتاة إذا تقدم إليها كفؤها أن يبادر بتزويجها عملًا بوصية النبي صلى الله عليه وسلم: إِذَا أَتَاكُمْ مَنْ تَرْضَوْنَ خُلُقَهُ وَدِينَهُ، فَزَوِّجُوهُ، إِلَّا تَفْعَلُوا تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الْأَرْضِ، وَفَسَادٌ عَرِيضٌ. رواه ابن ماجه، والترمذي.

لكنّ هذا الأمر للندب، وليس للوجوب، فلا يأثم الوليّ، ولا المرأة برد الخاطب، ولو كان صاحب دين، وخلق بسبب الاستخارة، أو غيرها من الأسباب؛ قال المناوي -رحمه الله- في شرح هذا الحديث: فزوّجوه إِيَّاهَا ندبًا مؤكدًا. التيسير بشرح الجامع الصغير (1/ 59).

وأما بخصوص الاستخارة: فقد اختلف أهل العلم فيما يعوّل عليه المستخير بعد الاستخارة، هل هو انشراح الصدر وتيسّر الأمر؟ أم إنه يمضي في الأمر ولا يتركه إلا أن يصرفه الله عنه؟

والراجح عندنا: أن الإنسان يمضي في الأمر بعد الاستخارة، ولا يترك الأمر الذي استخار فيه إلا أن يصرفه الله عنه، وانظر التفصيل في الفتوى رقم: 123457.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني