الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

المني والمذي.. علامات الاشتراك والاختلاف

السؤال

في عمر 14 أو 15 أذكر أني استيقظت، وكنت نائما على بطني، فتدفق ماء شفاف كالماء، وتكرر الأمر خلال سنوات بشكل نادر، ومتفاوت، وأنا ولله الحمد كنت أتجنب الاستمناء، وهذا السائل لم يخرج قط باللون الأبيض المعروف، ولم يكن ثخينا قط، بل كالماء فقط، ومؤخرا اكتشفت من خلال قسم الاستشارات أنه مني.
فهل علي إعادة كل تلك الصلوات، مع العلم أني كنت أظنه مذيا، ولم تكن عليه صفات المني إلا التدفق، والرائحة، ولكني لم أشم رائحة النخيل قط، حتى تبدو مألوفة لي.
وشكرا.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فإن المذي والمني قد يشتركان في صفة اللون في بعض الأحيان، وكذلك في صفة الرقة، لكنهما يختلفان في الرائحة، فالمذي لا رائحة له، ولا يعقبه فتور، ويختلفان في درجة الشهوة التي هي سبب لهما، فالمذي شهوته صغرى، والمني لا يخرج عادة إلا عند الشهوة الكبرى، عند الجماع، أو الاحتلام.

وما دمت قد اكتشفت، أو علمت أن ما كان يخرج منك هو مني، وليس مذيا؛ فالمفتى به عندنا أن عليك وجوبا إعادة تلك الصلوات التي صليتها بدون غسل، كما بينا في الفتوى رقم: 19776، فإن كنت لا تعلم عددها، فإنك تقضي ما يغلب على ظنك براءة ذمتك به، وانظر الفتوى رقم: 58935.
وهناك قول آخر له أدلته، وقد ذهب إليه بعض أهل العلم كابن تيمية وابن عثيمين -رحمهما الله- وهو أن من ترك شرطا من شروط الصلاة جهلا، كأن ترك الوضوء، أو الغسل، أو غير ذلك، فلا قضاء عليه؛ وانظر للتفصيل الفتوى رقم: 125226، والفتوى رقم: 109981.
وقد بينا في الفتوى رقم: 125010، أن الأخذ بالقول المرجوح، والفتوى به، بعد وقوع الأمر، مما سوغه كثير من العلماء دفعا للمشقة والحرج.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني