الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم قول: الفقه دمه ثقيل

السؤال

يا شيخ كنت مع إحداهن وتكلموا عن المناهج التي يدرسونها فقالت: الفقه دمه ثقيل، فأنا استنكرت ذلك في نفسي وقلت لها لا أستغفر الله وأثناء حديثي ضحكت، وبعدها استرجعت في نفسي كيف أضحك من هذه الكلمة؟ ولا أدري هل ضحكت فعلا على هذه الكلمة أم أن الضحكة جرت مجراها في حديثي؟ لأني لما ضحكت ما قصدت الاستهزاء بالفقه أو الضحك من الكلمة لا أدري لماذا ضحكت؟ وتوترت، ما حكم فعلي؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالواجب على المسلم أن يتحفظ في لسانه، فشأن اللسان خطير؛ كما بينا بالفتوى رقم: 227665.

وهذه الكلمة التي قالتها زميلتك قد يراد منها بيان صعوبة المادة، وقد يراد بها الاستهزاء بمسائل الفقه، وهذا أمر عظيم وجرم كبير، وقد كان عليك أن تنصحي وتبيني لها خطر الكلمة لا سيما إن بدا منها السخرية.

وأما ضحكك فإن الضحك من استهزاء المستهزئ بالدين ـ وبالأولى ما هو دون ذلك ـ إذا وقع غلبة، أو كان لمقصد آخر غير الرضى بالكفر أو بالحرام، فلا يعد كفرا ولا حراما؛ ولتنظري الفتوى رقم: 60843، وتوابعها.

فنرجو ألا يكون عليك إثم فيما صدر منك دون قصد، ولكن شأن المسلم في مثل هذا الموقف أن يتمعر وجهه ويضيق من سوء الأدب في الكلام على الأمور الشرعية، لا أن يضحك.
وقد سبق بيان متى يكون الاستهزاء أو السخرية كفرا، في الفتويين التالية أرقامهما: 137818، 202774.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني