الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

مذهب الجمهور أن العرش لا يخلو حال النزول

السؤال

بعض الناس يكفر ابن تيمية لقوله: "إن العرش لا يخلو من الله عند نزوله" فما هو ردكم؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فهذا القول هو قول جمهور العلماء من أئمة السلف، روى الذهبي في كتاب العلو للعلي الغفار: عن إسحاق بن راهويه قال: دخلت على ابن طاهر، فقال: ما هذه الأحاديث، يروون أن الله ينزل إلى السماء الدنيا؟ قلت: نعم، رواها الثقات الذين يروون الأحكام، فقال: ينزل، ويدع عرشه؟! فقلت: يقدر أن ينزل من غير أن يخلو منه العرش؟ قال: نعم، قلت: فلم تتكلم في هذا؟. اهـ.

وقد ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية في شرح حديث النزول: ثلاثة أقوال في هذه المسألة:

القول الأول: ينزل ويخلو منه العرش، وهو قول طائفة من أهل الحديث، منهم أبو القاسم عبد الرحمن بن منده.

والقول الثاني: من يثبت نزولًا، وينكر أن يقال: يخلو أو لا يخلو، وهذا قول ابن بطة، والحافظ عبد الغني المقدسي.

والقول الثالث: ينزل، ولا يخلو منه العرش، وهو قول جمهور أهل الحديث، ومنهم الإمام أحمد، وإسحاق بن راهويه، وحماد بن زيد، وعثمان بن سعيد الدارمي، وغيرهم.

وقد نصر شيخ الإسلام قول جمهور السلف، وقال بعد أن بسط الكلام في المسألة: القائلون بأنه يخلو منه العرش طائفة قليلة من أهل الحديث، وجمهورهم على أنه لا يخلو منه العرش، وهو المأثور عن الأئمة المعروفين بالسنة، ولم ينقل عن أحد منهم بإسناد صحيح، ولا ضعيف أن العرش يخلو منه. اهـ.

وقد سبق لنا ذكر شيء من كلام شيخ الإسلام في بيان الحق في هذه المسألة، وذلك في الفتوى: 265891.

ومما سبق يعلم أن هذا القول هو الصواب، وهو قول جمهور الأئمة، فكيف يسوغ الجزم بتخطئة قائله، فضلًا عن تكفيره!؟

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني