الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل كل حيوان لونه أسود يعتبر جنًّا أو شيطانًا؟

السؤال

هل كل حيوان لونه أسود يعتبر جنًّا أو شيطانًا، فمثلًا: الكلب الأسود، أو القط الأسود؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فإنه ليس كل حيوان أسود شيطانًا، ولكنه جاء في الحديث: الكلب الأسود البهيم شيطان. رواه أحمد عن عائشة -رضي الله عنها-.

وحمله أهل العلم على أنه شيطان الكلاب، أو أن الشيطان يتشكل بصورته؛ قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله-: فإن الكلب الأسود شيطان الكلاب، والجن تتصور بصورته كثيرًا، وكذلك بصورة القط الأسود؛ لأن السواد أجمع للقوى الشيطانية من غيره، وفيه قوة الحرارة. انظر مجموع الفتاوى ج/19 ص/52.

وفي تحفة الأحوذي: فإن قيل: ما معنى قوله صلى الله عليه وسلم في الكلب الأسود إنه شيطان، ومعلوم أنه مولود من الكلب؟ وكذلك قوله في الإبل: إنها جن، وهي مولودة من النوق؟

فالجواب: أنه إنما قال ذلك على طريق التشبيه لهما بالشيطان، والجن؛ لأن الكلب الأسود شر الكلاب، وأقلها نفعًا.

وممن رجح هذا المعنى: الشيخ/ محمد بن صالح بن عثيمين -رحمه الله-، فقال: والصحيح: أنه شيطان كلاب، لا شيطان جِنٍّ، والشيطان ليس خاصًّا بالجن؛ قال الله تعالى: وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الإِنْسِ وَالْجِنِّ {الأنعام: 112}. فالشيطان كما يكون في الجِنِّ يكون في الإِنس، ويكون في الحيوان، فمعنى شيطان في الحديث، أي: شيطان الكلاب؛ لأنه أخبثها، ولذلك يُقتل على كُلِّ حال، ولا يحلُّ صيده بخلاف غيره. الشرح الممتع.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني