الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

من ارتد ثم تاب فعليه أن يغتسل

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وجزاكم الله خيرا على هذ الموقع وبعد فأنا شاب ابن التاسعة عشر وكنت أعيش فى ما مضى مع أقوام من أهل الصوفية، وقد وقعت فى بعض نواقض الإسلام وأنا أجهل ذلك ولكنى الآن تبت والحمد الله مع العلم بأني لم أغتسل حين تبت ولم أكن أعلم حينئذ أني خارج من الملة، وكانوا يقولون لنا إن البلوغ عند سن الثامنة عشرة وإن بلغ المرء قبل ذلك ببعض الأمور الأخرى فلا يكتب عليه حتى يبلغ تلك السن وكنت أترك الصلاة وأنا ابن الخامسة عشرة والسادسة عشرة ولا يوجهونني كما يجب فهل على قضاء وكيف فأنا تلميذ أدرس في الثانوية وهل يجوز أن أتنفل وجزاكم الله خيرا

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فنرجو الله تعالى أن يتقبل توبتك ويثبتك على الحق، لكنك أخطأت عندما تركت الاغتسال عند توبتك ما دمت ذكرت أنك قد وقعت في بعض نواقض الإسلام، لأن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بعض من أسلموا أن يغتسلوا، كما هو الشأن مع قيس بن عاصم كما في الترمذي والنسائي وكذلك ثمامة بن أثال كما رواه أحمد، وما قيل لك من كون سن البلوغ ثمانية عشر، فهذا غير مجمع عليه عند أهل العلم، فعند الإمام الشافعي وأحمد أن سن البلوغ خمسة عشر، قال الشافعي في الأم: السن الذي يلزمه بها الفرائض، من الحدود وغيرها خمسة عشر والأصل فيه من السنة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رد عبد الله بن عمر عن الجهاد وهو ابن أربعة عشر وأجازه ابن خمس عشرة.
والبلوغ له علامات أخرى وليس السن فقط وهي:
- خروج المني بدليل أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لمعاذ خذ من كل حالم ديناراً. رواه أبو داود.
- إنبات الشعر الخشن حول القبل بدليل ما روى عطية القرظي قال: كنت من سبي قريظة، فكانوا ينظرون فمن أنبت الشعر قتل ومن لم ينبت لم يقتل، فكنت في من لم ينبت. رواه الترمذي هذا بالنسبة للذكر وتزيد الانثى بعلامتي الحيض والحمل.
أما تركك للصلاة فهو من أكبر المعاصي والمنكرات، وبعض أهل العلم يرى كفر من تركها عمداً بدليل قول النبي صلى الله عليه وسلم: بين الرجل وبين الشرك ترك الصلاة. رواه الجماعة إلا البخاري والنسائي.
وقوله أيضاً: العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر. رواه الخمسة.
وقال الإمام مالك والشافعي: من تركها كسلاً تطلب منه التوبة، فإن لم يصلِّ قبل خروج الوقت قتل، وأما من تركها منكراً لوجوبها فهو كافر بإجماع الأمة.
أما قضاء ما تركته من الصلوات قبل التوبة، فإن الذي رجحه كثير من أهل العلم أنه لا قضاء عليك إن شاء الله، بدليل حديث المسيء صلاته فالنبي صلى الله عليه وسلم لم يأمره بقضاء ما فات مع أنه قال له: ارجع فصلِّ فإنك لم تصلِّ.
ولكن يجب عليك الابتعاد عن مواطن السوء وكل ما يؤدي إلى فساد دينك، وعليك بالإكثار من الاستغفار، سائر الطاعات، وصحبة أهل الخير، عسى الله تعالى أن يتقبل توبتك، ويمكنك الرجوع إلى الفتوى رقم: 8500
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني