الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

موقف المرأة تجاه زوجها الذي يريد إجبارها على إجهاض الجنين

السؤال

أنا متزوجة وعندي ثلاثة أطفال، وحامل بالطفل الرابع في الأسبوع الرابع، وزوجي يريد إسقاط الجنين بحجة أنه لا يحب الإزعاج، وقد اتخذت جميع الاحتياطات لعدم الحمل، وكانت مشيئة الله أن يحدث حمل، فهل أطيعه بإسقاط الجنين، أم لا يجوز ذلك؟ مع العلم أنه مصر على إسقاطه، وإذا كان إسقاط الجنين حرامًا فكيف أتصرف مع زوجي إذا أجبرني على إسقاطه؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فالإجهاض محرم، ولو كان الجنين في طور النطفة على الراجح من أقوال الفقهاء، وانظري الفتوى رقم: 103077، فلا يجوز إجهاض الجنين لمجرد ما ذكر زوجك من أنه لا يحب الإزعاج، ويحرم عليك طاعته في ذلك؛ لأنها طاعة في معصية الله، وقد ثبت في الصحيحين عن علي ـ رضي الله عنه ـ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا طاعة في معصية الله، إنما الطاعة في المعروف.

ولو أصر زوجك على ما يريد من الإجهاض، فوجهي إليه من يؤثر فيه، ويسمع كلامه من الناس ليبينوا له خطأ ما يبتغي، ويذكّروه بأن الله عز وجل قد يبارك له في هذا المولود، ويكون نسمة مباركة، ينال بسببه خير الدنيا والآخرة، فإن لم يقتنع، وحصل بينكما نزاع، فارفعي الأمر إلى الجهات المسؤولة، ولا تنسي أن تكثري من دعاء الله عز وجل أن يلهمه رشده، وصوابه.

وننبه في الختام إلى أنه يعظم الإثم في الإجهاض بعد نفخ الروح في الجنين؛ لما في ذلك من قتل النفس التي حرم الله بغير الحق، وراجعي الفتوى رقم: 9332.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني