الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

طهارة المصاب بكثرة خروج المذي

السؤال

أنا شاب عمري 19 سنة، لا أفعل العادة السرية، وتركتها منذ ثلاث سنين، ويتعبني المذي بكثرة، ولا يأتي في أكثر الأوقات إلا مع الصلاة، وغيرها، ويخرج مني دائمًا دون شهوة، وكل صلواتي أعيدها دائمًا، ومرات أعيدها مرتين، وثلاثًا، ومرات ينقطع زمنًا، ولا اعلم متى يأتي أو يخرج؛ مما سبب لي كثرة الهم، والغم، وعدم الخروج من البيت بسبب تكرار صلاتي، ودائمًا أفتش بعد الصلاة، فقد يخرج مني القليل، ومرات مجرد وهم من كثرة التفكير، علمًا أني مصاب باحتقان في البروستاتا، وأعالج الآن بأدوية (prostenal) و(فيزيكر)، وأواجه قطرات التبول بعد التبول، ولكن الأعظم المذي، فأفيدوني، هل يجوز لي أن أتوضأ لكل صلاة، وأنضح ذكري وأنتهي؟ أم أعيد صلواتي في كل مرة يخرج مني المذي؟ بارك الله فيكم.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فنسأل الله تعالى- بمنّه، وكرمه- أن يشفيك، ويعافيك.

واعلم أن المصاب بالسلس هو من يستمر خروج الحدث منه جميع الوقت، بحيث لا يجد في أثناء وقت الصلاة زمنًا يتسع لفعلها بطهارة صحيحة، وكذا إذا كان وقت انقطاع الحدث مضطربًا بحيث يوجد مرة، ولا يوجد أخرى، ويتقدم تارة، ويتأخر أخرى، ولتنظر الفتوى رقم: 119395، والفتوى رقم: 136434.

وعليه؛ فإذا كان الحاصل معك هو أن خروج المذي مستمر طوال الوقت، أو كان انقطاعه غير منضبط، فإنك تتطهر عند دخول الوقت، وتتحفظ بشد خرقة، ونحوها على المحل، ثم تتوضأ وتصلي, ولا شيء عليك بعد ذلك، حتى إن تيقنت خروج المذي منك, ثم تفعل هذا عند وقت كل صلاة، وراجع للفائدة الفتوى رقم: 144911.

أما إذا كنت تعلم وقتًا محددًا ينقطع فيه خروج المذي، فإنك تنتظر حتى يجيء هذا الوقت، فتتوضأ فيه، وتصلي، ولا يجوز لك أن تصلي قبل انقطاعه.

هذا وننبه إلى أننا لمسنا من خلال السؤال أن لديك نوعًا من الوسوسة، فنوصيك بمدافعتها، ومجاهدتها؛ فإن الاسترسال مع الوساوس يفضي إلى شر عظيم، وليس للوساوس علاج أنفع من الإعراض عنها، وعدم الالتفات إليها، ويستحب لك في هذه الحالة نضح الماء على الفرج، والسروال لقطع الباب على الوساوس، وانظر الفتوى رقم: 51173.

ثم إذا شككت في خروج شيء منك، فلا تلتف إلى هذا الأمر، ولا تفتش عنه، ولا تعره أي اهتمام حتى يصبح أمرًا متيقنًا لديك 100% ، يقول العلامة ابن باز ضمن جواب سائل يشك في خروج المذي منه بعد الوضوء: وما دام عندك شك -ولو قليلًا، ولو واحد في المائة- لا تلتفت إلى هذا الشيء، واحمله على الوهم، وأنه ليس بصحيح. اهـ

وإذا كان ما بك سلس، فإنه لا ينقض الوضوء كما سبق حتى يخرج وقت الصلاة، وإن لم يكن سلسًا فإن خروجه ناقض الوضوء، لكن لو صليت ووجدت المذي بعد الصلاة -والحال أنك غير متيقن من خروجه قبلها، أو أثناءها- فلا تعد تلك الصلاة، واحمله على أنه خرج بعدها؛ لأن الحدث يضاف إلى أقرب وقت ممكن، كما سبق أن بينا في الفتوى رقم: 269554.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني