الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

عوامل الاستقرار النفسي ودفع الخواطر الجنسية

السؤال

كثرت لدي الخواطر الجنسية، علمًا بأنني غير مستقر نفسيًّا منذ فترة. فما العلاج؟ علمًا بأني قرأت أن الصوم يحد من الشهوة، ولكن للأسف جسمي ضعيف لا يحتمل كثرة الصيام.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فالحل يكمن في أن تلزم نفسك جادة الشرع الشريف، فتحافظ على الفرائض، وتكثر من النوافل، وصم بقدر استطاعتك، واجتهد في دعاء الله تعالى والتضرع إليه أن يصرف عنك السوء والفحشاء، واصحب أهل الخير، واشغل نفسك بما يعود عليك بالنفع في دينك ودنياك، واجعل كل أوقاتك عملًا؛ إما في دين، أو دنيا، فلا يكن عندك وقت فارغ؛ فإن الفراغ من أعظم البواعث على ورود خواطر الشرّ، واجتهد في حراسة خواطرك؛ فكلما أتتك فكرة من تلك الأفكار فابذل وسعك في دفعها، واعلم أن دفعها حال كونها خطرة أيسر من تركها تستحكم وتتزايد حتى تفضي إلى ما لا تحمد عاقبته، وقد بيّنّا أهمية حراسة الخواطر، وأنه من أعظم أبواب المجاهدة في فتوانا رقم: 150491؛ فانظرها.

والزم الفكرة فيما ينفعك، وأكثر من التفكر في أسماء الرب وصفاته، والتفكر في معاني القرآن العظيم، والتفكر في الآخرة، وما أعد فيها لأهلها؛ فإن ذلك من أعظم ما يصرف خواطر السوء -بإذن الله-.

وأما عدم استقرارك النفسي: فعالجه بمزيد الإقبال على الله، والأنس به سبحانه، وتعليق القلب به، وبما عنده -جل وعلا-، واعلم أن من جاهد نفسه صادقًا، وأخلص لله تعالى، وبذل وسعه في إصلاح نفسه وتهذيبها؛ فإن الله لا يضيع سعيه، ولا يخيب تعبه، بل يوفقه ويعينه، ويأخذ بيده وناصيته إلى الخير؛ مصداق ما قال -جل اسمه-: وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ {العنكبوت:69}.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني