الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الأولى والمقدم من الأقارب في استحقاق النفقة والصدقة

السؤال

أنا طالبة من اليمن، متزوجة بطالب مغترب مع أهله من عائلة ميسورة لحد ما، بعد الحرب غادرت اليمن للحاق بزوجي، وقد تركت فيها أسرًا كبيرة، وعوائل غنية، أصبح دخلها شبه معدوم، كما وإن أبي رجل مقتدر، ومحترم وأكاديمي مرموق، لكن نتيجة الحصار وانعدام الأشياء والأسواق السوداء أصبح بالكاد تسير أموره.
هنا بالسعودية الحياة مرفهة، وفي حفلة واحدة تكلفت بفستاني والمشغل ما يسد رمق أسرة لشهر هناك!
سؤالي: أدخر من مصروفي مالًا ولو أنه قليل، لكنني أشعر أن هناك من هو أولى به، لا أدري من الأولى به:
- والداي اللذان يعيشان بالخرب، وهم أعزة قوم، لكنهما يستران نقصهما وحاجتهما بالعزة، وصحتهما تتدهور من شدة الضيق والكرب.
- أم إخوتي الشباب الذين بالكاد يدرسون بالكلية، يذهبون سيرًا على الأقدام، ويرجعون كذلك، بالكاد يظهرون طبيعيين، وأعلم أنا بحاجتهم، ولا يقولون حتى لأبي!
- أم الجيران هناك، والذين كان لهم دخل ورواتب مستقرة، وبسبب الحرب أصبحوا عالة، وهم أعزة ومتعلمون!
- أم الناس المتضررون أصلًا، والفقراء، والتي جاءت الحرب أيضًا لتكمل ما بقي.
- أم زوجي الطالب المديون -كما يقول-، والذي آخذ منه مصروفي وقلبي يتقطع عليه!
- أم أدخر المال لأن الوضع لا يطمئن، وقد أحتاجه لاحقًا، وهذا ما لا أؤيده لحاجة الآخرين الماسة للفلس هذه الأيام.
أريدكم أن ترتبوا لي الأولويات؛ فمن الأولى: القريب المحتاج أم البعيد الأشد حاجة؟ وما الذي يرضي الله -عز وجل-؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فنشكرك على اهتمامك بشأن أهلك في اليمن، فهذا من شأن أهل الإيمان ومن جعل المولى الرحيم في قلوبهم الرحمة بالخلق؛ فجزاك الله خيرًا.

والأصل الأصيل والقاعدة العامة هنا: أن الأقربين أولى بالمعروف؛ ففي صحيح مسلم عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رجل: يا رسول الله، من أحق الناس بحسن الصحبة؟ قال: «أمك، ثم أمك، ثم أمك، ثم أبوك، ثم أدناك أدناك». فيقدم الأبوان على غيرهما، وخاصة إن كانت نفقتهما واجبة لحاجتهما، ثم من يليهما على التفصيل الذي ذكره العلماء، وراجعي فيه الفتوى رقم: 106570. وهذا ما لم يكن البعيد أشد حاجة؛ فإنه يقدم، وانظري الفتوى رقم: 20621.

وننبه إلى خطورة ما ذكرت من أمر النفقة الباهظة على خياطة فستان واحد، فهذا نوع من الإسراف المذموم، قال تعالى: وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ {الأعراف:31}.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني