الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الموازنة بين كلية الإعلام، وكلية الألسن

السؤال

كنت محتارة بين كلية الإعلام، وكلية الألسن، غير أن والدي كان معترضا على كلية الإعلام. فصليت صلاة الاستخارة كثيرا، كنت ساعات أرتاح للإعلام، وساعات أرتاح للألسن، واستشرت ناسا كثيرين، قالوا لي الألسن أفضل، لكن قلبي مقبوض، وغير مرتاحة، وأبكي دائما، ولا تعجبني هذه الكلية.
ما معنى هذا؟ أليس في دعاء الاستخارة: (وقدر لي الخير حيث كان، ثم رضني به) ماذا في الأمر؟ ناس يقولون لي هذا حرام، أنت صليت صلاة الاستخارة، وبهذا تكونين غير راضية بقضاء الله.
فهل ما أنا فيه يمكن أن يكون عدم رضا مني؟
وهل هذا حرام؟ أو ما أنا فيه من حزن، وقبض قلب، معناه أن هذه علامة الاستخارة، وأتحول من الكلية السنة القادمة؟ أو يمكن أن يكون ما أنا فيه حسد، أو وسوسة من الشيطان أو ماذا؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فالذي نفتي به، أن المستخير، يمضي بعد الاستخارة في فعل ما يريده، ويكون توفيق الله له، علامة على أنه اختاره له، وصرف عنه غيره مما ليس فيه خير له، ولينظر التفصيل في الفتوى رقم: 123457.

والذي ننصحك به: أنك ما دمت قد استخرت الله في دخول تلك الكلية، ثم دخلتها، فعليك أن تجتهدي في دراستك، وتوطني نفسك على الرضا بما قدره الله لك، ولا نرى أن تنتقلي من تلك الكلية إلى غيرها؛ لما فيه من تضييع العمر من غير مصلحة معتبرة، وعليك أن تضعي في الحسبان جانب مرضات الله تعالى، وتنظري أي الدراستين أقرب إلى تحقيق مقصود الشرع، وأنفع لك في دينك ودنياك، وأبعد عن المحاذير الشرعية.

فإن تساوتا، أو كانت الكلية التي أنت فيها أرجح من هذه الناحية، فامضي في كليتك تلك، ولا تنتقلي منها، واستعيني بالله تعالى، وأحسني ظنك به، عالمة أنه سيعينك، ويوفقك لما فيه الخير، ومما يرجح بقاءك في الكلية التي أنت فيها، أنها رغبة أبيك، ففي استمرارك فيها بر به، وإحسان إليه، وهذا من موجبات توفيق الله تعالى، وقد تكونين تعرضت لحسد، أو نحو ذلك، فاستعيني على دفعه بالرقى النافعة من الكتاب والسنة، واجتهدي في دعاء الله تعالى أن يوفقك لما فيه الخير والصلاح.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني