الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل تستغفر الملائكة للذاهب إلى الصلاة في المسجد؟

السؤال

هل الملائكة تستغفر للرجل وهو في طريقه للمسجد؟.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن الملائكة عموما تدعو للمؤمنين وتستغفر لهم, جاء في تفسير ابن كثير: يخبر تعالى عن الملائكة المقربين من حملة العرش الأربعة، ومن حوله من الكروبيين، بأنهم يسبحون بحمد ربهم، أي: يقرنون بين التسبيح الدال على نفي النقائص، والتحميد المقتضي لإثبات صفات المدح، {ويؤمنون به} أي: خاشعون له أذلاء بين يديه، وأنهم {يستغفرون للذين آمنوا} أي: من أهل الأرض ممن آمن بالغيب، فقيض الله سبحانه ملائكته المقربين أن يدعوا للمؤمنين بظهر الغيب، ولما كان هذا من سجايا الملائكة عليهم الصلاة والسلام، كانوا يؤمنون على دعاء المؤمن لأخيه بظهر الغيب، كما ثبت في صحيح مسلم: "إذا دعا المسلم لأخيه بظهر الغيب قال الملك: آمين ولك بمثله" انتهى

كما ثبت أن الملائكة تستغفرـ خاصة ـ لمنتظر الصلاة ومن في حكمه, جاء في صحيح البخاري وغيره عن أبي هريرة: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: الملائكة تصلي على أحدكم ما دام في مصلاه الذي صلى فيه، ما لم يحدث، تقول: اللهم اغفر له، اللهم ارحمه. انتهى
وفي شرح صحيح البخاري لابن بطال: قوله عليه السلام: (الملائكة تصلي على أحدكم ما دام في مصلاه)، تفسير لقوله: (ويستغفرون للذين آمنوا) [غافر: 7]، يريد المصلين، والمنتظرين للصلاة ويدخل في ذلك من أشبههم في المعنى، ممن حبس نفسه على أفعال البرِّ كلها، والله أعلم. انتهى

ومن كان في طريقه للمسجد, فكأنه في صلاة؛ لقوله صلي الله عليه, وسلم: فإن أحدكم إذا كان يعمد إلى الصلاة فهو في صلاة. رواه الإمام مسلم وغيره. وعلى هذا، فإنه يرجي له أن يكون ممن تستغفر لهم الملائكة.

مع التنبيه على أن الذهاب للمسجد ثوابه عظيم لما فيه من تكفير الخطايا, ورفع الدرجات، فقد قال النبي صلى الله عليه, وسلم: «ألا أدلكم على ما يمحو الله به الخطايا، ويرفع به الدرجات؟» قالوا بلى يا رسول الله قال: «إسباغ الوضوء على المكاره، وكثرة الخطا إلى المساجد، وانتظار الصلاة بعد الصلاة، فذلكم الرباط» رواه الإمام مسلم, وغيره .

وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من تطهر في بيته، ثم مشى إلى بيت من بيوت الله ليقضي فريضة من فرائض الله، كانت خطواته إحداهما تحط خطيئة، والأخرى ترفع درجة».

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني