الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

مناط إسقاط ولاية الأب في الزواج

السؤال

أنا فتاة عمري 21 سنة تقدم لخطبتي رجل أعزب ذو خلق ودين، ويكبرني ب25 سنة أكثر من مرة، وأبي يرفضه، وأنا أريد الزواج منه ومتعلقة به جدا حتى ولو كان يكبرني ب25 سنة، فلن ننسى أن الرسول صلى الله عليه وسلم تزوج سيدتنا عائشة وبينهما فرق يفوق 25 وقد صليت صلاة الاستخارة أكثر من مرة.... وهو الآن في بلد غير البلد الذي أقيم فيه، ولا أعلم ماذا أفعل؟ أريده وأريد الزواح منه وهو يريدني ولن نستطيع الابتعاد عن بعض، ولن أتزوج غيره ولن يتزوج غيري، وأبي لن يوافق أبدا، فهل يمكننا الزواج شرعا من دون موافقة أبي؟ وأنا بعيدة عن أبي... وليس مسؤولا عني من ناحية النفقة، ووالدتي موجودة معي وموافقة على زواجي من هذا الرجل، فماذا أستطيع أن أفعل لكي نتزوج ويكون عقد النكاح صحيحا؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فمن المعروف الغالب أنّ الأب أحرص الناس على اختيار الزوج الصالح لابنته وتحصيل مصالحها في الزواج وغيره، لما له من الخبرة والدراية، مع ما فطره الله عليه من الشفقة عليها، وإذا لم يكن من حق الولي منع موليته من الزواج بكفئها وإلا كان عاضلاً، فإنّ من العلماء من يفسر العضل بمنع المرأة من الزواج بكفئها إضراراً بها، أما إذا منعها لمسوّغ، فلا يعد عاضلاً، جاء في التاج والإكليل لمختصر خليل: عن ابن عبد السلام: إن أبى ولي إنكاح وليته وأبدى وجها قُبِل، وإلا أمره السلطان بإنكاحها، فإن أبى زوجها عليه.

فقد يكون منع أبيك زواجك من هذا الرجل بسبب فرق السنّ له وجاهة، وقد تكونين مندفعة بالعاطفة ثم تندمين بعد ذلك، ولهذا فلا نستطيع أن نفتي بسقوط ولاية أبيك عنك لمجرد أن المتقدم صاحب دين وخلق، لعدم التأكد من قصد والدك الإضرار بك، وقد سبق أن بينا في كثير من الفتاوى أنه رغم ترجيحنا لاعتبار الدين وحده معيار الكفاءة، إلا أن اعتبار التقارب بين الزوجين في الأمور الأخرى كالتعليم والثقافة والسنّ والمستوى المادي والاجتماعي وغيرها، أمر مطلوب فهو أدعى لتقارب الطباع بين الزوجين ويسر التفاهم واستقامة الحال بينهما، ولمزيد الفائدة ننصحك بالتواصل مع قسم الاستشارات بموقعنا.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني